1. اغتيال هنية في طهران بعد اغتيال شكر في بيروت في أقل من 24 ساعة صفعة لكل الواهمين والمتوهمين في الأمل بعقد صفقة قريبة تنهي الحرب في غزة. فقد كتبنا أن الشيطان نتنياهو خرج من قمقمه ليعيد قوة ردع الاحتلال بالقوة والنيران في اعتقاده. وهو يعيش الآن شخصية بن غريون ويرفض خلع بزته العسكرية.
توقيت الاغتيالات مهم جدا. يأتي مباشرة بعد عودة نتنياهو من زيارته من واشنطن التي استعرض فيها عضلات جيشه وقوته الخارقة كما قال. الاغتيالات ترجح أن المعطيات التي خرج بها من لقاءاته مع المسؤولين الأمريكيين. إبقاء المنطقة ساخنة مشتعلة حتى اتضاح صورة نتائج الانتخابات الأمريكية.
فوز الديمقراطيين يعني سعيه للإنهاء التدريجي للحرب. وفوز الجمهوريين سيعني تسليم مفاتيح نهاية الحرب لترامب في النصف الأول من العام القادم 2025 ليصنعا سويا (صفقة القرن 2)
اغتيال إسرائيل هنية يحقق لها ثلاثة أهداف:
١. إفشال المفاوضات. وهي رسالة بعد يومين من مؤتمر روما لمناقشة عقد صفقة. الاغتيال يقول أن الصفقة ليست خيار إسرائيل في الوقت الحالي.
٢. إطالة عمر الحرب. وتجديد نتنياهو شعبيته المؤيدة لاستمرار الحرب على أنها الطريق الصحيح لتحقيق الأهداف.
٣. إعادة تشكيل الحركة بإزاحة قيادات حالية يعتقد أنها أصبحت تمثل مشكلة في مرونتها. كما حدث في موجة الاغتيالات التي سبقت انتخابات عام 2006. سعيا للوصول إلى حركة ضعيفة منهكة ومرنة تتقبل ما سيعرض لاحقا.
2. الذين يربطون جرائم الاحتلال المستمرة واغتيالاته ضد شعبنا بعلاقة طردية للتأثير على المفاوضات. والضغط عليها. هؤلاء يعانون من تدني الرؤية السياسية أو انعدامها. ولا يستحقون أن يتصدروا الإعلام. لأنهم لا يرون قدرة الاحتلال على تغيير المشهد كاملا. بجميع معادلاته السياسية وقواعده السابقة. الحرب التي تشن أكبر من قضية المفاوضات والرهائن وربما خمااس نفسها.
3. الاغتيالان في بيروت وطهران في ساعات قليلة. لا يؤكدان إلا شيئا واحدا للمرة المليون. وهو أن هذا المحور مخترق حتى النخاع. ويذكرنا بتصريح الرئيس الايراني السابق نجاد حين قال بأن رئيس مكافحة التجسس في إيران جاسوس لإسرائيل.
إيران لا يمكن المراهنة عليها لتتماهى مع أهدافنا الوطنية والفلسطينية. وهي عملت على التشويش على مسيرتنا النضالية خاصة في السنوات الأخيرة.
4., اغتيال هنية ليس هو الأول في تاريخ صراعنا مع الاحتلال. ولن يكون الأخير. فقد اغتيل أبو جهااد وأبو إياد وكنفاني وسعد صايل والعاااروري وغيرهم الآلاف ولن يغير اغتياله في مسيرتنا الطويلة من الناحية الاستراتيجية.
5. اغتيال هنية الذي يصنف على أنه من السياسيين المعتدلين في الحركة. والذي شكل وجه الحركة الخارجي على المستوى السياسي والشعبي الاقليمي منذ عام 2006. ستجد الحركة صعوبة في ايجاد بديل مقبول له. خصوصا عند الدول التي تتذرع بأنه رئيس وزراء منتخب من الشعب الفلسطيني بطريقة ديمقراطية.
رئيس خمااس القادم لن يكون منتخبا من الشعب الفلسطيني. وسيكون منتخبا من خمااش فقط.
اغتيال هنية كسر آخر حلقة بين خمااس ونتائج الانتخابات الفلسطينية عام 2006. والتمثيل الرسمي الفلسطيني الذي تتذرع به شكليا بعض الدول مثل تركيا والدوحة لإقامة علاقات مع الحركة.
وقد يكون مؤشرا جادا لأول مرة أن نتنياهو جادا في القضاء على الحركة.
خمااش خسرت اليوم الوجه الأكثر بلاغة خطابية فيها.
6. الاغتيال أكد أن المكان الأكثر أمانا لقادة خمااس هي الدول التي تقيم علاقات مع الاحتلال (قطر. تركيا. مصر) وأن الدول التي تصنف نفسها أنها في حالة صراع مع الاحتلال (طهران. بيروت) هي الأماكن التي يسهل فيها اغتيالهم.
اغتيال هنية كأحد ضيوف تنصيب الرئيس الإيراني الجديد بزشكيان. وفي مقر إقامته بحراسة مشددة من الحر..س الثو..ري تعد إهانة كبيرة للنظام هناك. وإهانة للمحور كله.
لكن من اعتاد الهوان واللطمات. فلن يغضب لا لقتل هنية ولا لعشرات الآلاف الذين يسحقون في غزة.
7. قادة فصائل فلسطينية كانوا في مكان اغتيال هنية. ولم يكونوا في ظروف حماية بأفضل منه. ورغم ذلك لم يغتالهم الاحتلال. هذا يقدم إشارة مهمة جدا. تفسر رفض نتنياهو اغتيال قادة فلسطينيين عدة مرات مع توفر الظروف لذلك. في الحرب التي يشنها الاحتلال على شعبنا. توقيت الاغتيال وتداعياته. والهدف منه. تعتبر هي العناصر الأهم في اغتيال أي مسؤول.