ملياردير يتبرأ من نجله بعد فضيحة استهدفت أثرياء ومشاهير

السياسي –

في واقعة هزت الأوساط المالية والاجتماعية في الولايات المتحدة، تبرأ الملياردير الأمريكي في مجال العقارات دونالد برين (93 عاماً)، أحد أغنى رجال الأعمال في البلاد بثروة تُقدر بـ 19 مليار دولار، من ابنه ديفيد برين (33 عاماً)، بعد تورط الأخير في فضيحة احتيال استهدفت أثرياء ومشاهير من عالم المال والرياضة.

ووفق ما تشير إليه صحيفة “نيويورك بوست”، فإن القصة بدأت عندما أطلق ديفيد مشروعاً فاخراً باسم “ذا بانكر” أو “الكهف”، ووعد من خلاله بمنح أعضائه من نخبة الأثرياء تجربة فريدة تتضمن وصولاً حصرياً إلى سيارات فارهة من طراز فيراري وبوغاتي وبورش، إلى جانب حفلات عشاء فاخرة وأفخم أنواع النبيذ والسيجار.

لكن سرعان ما تبيّن أن المشروع لم يكن سوى وهمٍ مُتقن الصنع لخداع المستثمرين، بعد أن خسروا أكثر من مليوني دولار في ما وُصف بأنه “نادي سيارات غير موجود إلا على الورق”.

وجوه لامعة

وبحسب الصحيفة فقد ضمّ عرض “ذا بانكر” أسماء لامعة مثل مارك كوبان نجم برنامج “Shark Tank”، ووريث النفط أوغست جيتي، ومؤسس أوراكل لاري إليسون، ونجم كرة السلة كريستابس بورزينغيس، حيث كان من المفترض أن يدفع الأعضاء 14,500 دولار شهرياً مقابل عضوية النخبة.

وفي خضم الفضيحة، أصدر المتحدث باسم إمبراطورية برين العقارية بياناً مقتضباً من 12 كلمة قال فيه: “ليس لدينا علاقة شخصية أو تجارية مع هذا الفرد”.

بيان بارد

بيانٌ بارد وقطعي من الأب الثري، الذي رفض تماماً إنقاذ ابنه أو التوسط له، مؤكداً أنه لا صلة تربطه به، حيث كشفت “واشنطن بوست” أن آخر لقاء جمع بين الأب والابن كان في قاعة محكمة عام 2010.

القضية اكتسبت بعداً مأساوياً حين عُثر على أحد المستثمرين، رجل الأعمال توني تشين، مشنوقاً في مرآبه عام 2022 بعد خسارته مبلغاً ضخماً في المشروع.

وتشير التقارير إلى أن ديفيد كان يتلاعب بمشاعر ضحاياه، تارةً متقمصاً دور “الابن المنبوذ” وتارةً موحياً بأنه على اتصال مباشر بوالده الملياردير.

دعاوى قضائية

من جانبها، قالت رائدة الأعمال نانشي لو، التي خسرت 100 ألف دولار في المشروع: “أقسم لي ديفيد أنه يمتلك عقداً لشراء فندق بيفرلي هيلز، واصطحبني إلى فعالية فاخرة زعم أنها برعاية لويس فيتون، لكن لم تكن هناك أي علامة تثبت ذلك”.

ومع تراكم الدعاوى القضائية، بدأ المستثمرون يطالبون باسترداد أموالهم، لكن أغلبهم لم يستعد سوى الفتات، في وقت ظلّ ديفيد متوارياً عن الأنظار، رافضًا الرد على المكالمات أو رسائل البريد الإلكتروني.

القصة لا تتعلق فقط بالاحتيال المالي، بل تكشف عن دراما عائلية معقدة تعود جذورها إلى نزاع قضائي قديم بين دونالد برين وصديقته السابقة جينيفر ماكاي جولد، والدة ديفيد، والتي رفعت عليه دعوى نفقة في عام 2003، لكنها انتهت لصالحه بعد أن دفع نحو 9 ملايين دولار لتسوية مطالبات الدعم.