ممثل خامنئي في العراق: حل الحشد أمنيات أمريكية لن تتحقق

السياسي – علق رجل الدين الشيعي مجتبى حسيني، وممثل المرشد علي خامنئي في العراق، على المساعي الأمريكية لحل «الحشد الشعبي» معتبراً أن الأخير يقف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وحلّه وفصائل المقاومة أمانٍ غربية لن تجد طريقاً للتحقيق، فيما أشار في الوقت ذاته إلى دعم العراقيين للحرب التي خاضتها بلاده ضد إسرائيل.

وقال حسيني في حوار مع وكالة «فارس» الإيرانية، إن «العراق شهد عقد تجمعات ضخمة في جميع أنحاء البلاد قبل النصر وخلال الحرب تحت عنوان المقاومة، وخرج الناس في مسيرات في المدن دعماً لإيران، وأعلن الشباب استعدادهم للنزول إلى ساحة المعركة».
وأوضح أنه «بعد انتهاء حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل، أُقيمت احتفالاتٌ ضخمة في جميع محافظات العراق، وشاركت في هذه الاحتفالات وألقيت كلمات عديدة».
وتابع: «لم يعتبر العراقيون هذه الحرب حرباً على إيران، بل حرباً على المقاومة الإسلامية، وحرباً على الشيعة، وحرباً على الإسلام. ولّد هذا الشعور بالفخر والفرح لدى الشعب العراقي».
ووفق ممثل خامنئي فإنه «في العراق أيضاً، تشكّلت حركة شعبية، حيث كان الناس يشيرون بحركة أيديهم إلى إطلاق صواريخ إيران (في إشارة لوسم انتشر اثناء زيارة الأربعينية) وهذا يُعتبر إشارة وتبادلا للمشاعر والمحبة والتضامن مع الثورة والقوات المسلحة» مبيناً أن «هذا الأمر في حد ذاته يعد مثيراً للاهتمام».
وحول مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بحل «الحشد» في العراق، ذكر حسيني أن «الادعاءات الأمريكية الموجهة ضد العراق بشأن نزع السلاح أو حل الحشد الشعبي هي أمانٍ غير قابلة للتحقيق» مشيراً إلى أن «الشعب العراقي لن يقبل أبداً بمثل هذا الأمر. الجميع يعلم أن أمريكا تريد أن تُحلّ بالعراق المصير نفسه الذي حلّ بسوريا، لكن لا يوجد أساس لمثل هذا السيناريو». وفي ختام حديثه نبه إلى أن «أفراد الحشد الشعبي هم مقاتلون مقاومون، ملتزمون ومدربون تدريباً جيداً، ويمتلكون القدرات العسكرية الكافية. جميعهم يقفون في جبهة الجمهورية الإسلامية والمقاومة الإسلامية، وإذا ما تسبب العدو بأي ضرر، فإنه سيكون الخاسر الأكبر».
في موازاة ذلك، يتفق الأمين العام لحركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، مع عدم وجود إمكانية لحلّ «الحشد» أو دمجه مع صفوف القوات الأمنية الاتحادية الأخرى (في الداخلية والدفاع) مشيراً في الوقت عيّنه إلى أن استهداف «الحشد» يعكس وجود مشروع خارجي لن يتحقق إلا بإضعاف العراق ومكوناته الدفاعية.
وقال في كلمة له إن «الضغوط الخارجية ضد تشريع قانون الحشد الشعبي وصلت إلى مستويات خطيرة للغاية» لافتاً إلى أن «بعض التهديدات تضمنت فرض عقوبات اقتصادية قد تشمل النفط والثروات وحتى الدولار الذي تصدره أمريكا».

وأضاف أن «الهدف من هذه الضغوط هو منع إقرار قانون جديد يرسخ مشروعية الحشد» موضحاً أن «امتلاك الحشد لغطاء قانوني يعني اعتراف البرلمان العراقي به كجهاز رسمي».
وتابع: «إذا كان المطلوب حل الحشد أو دمجه، فأقولها بصراحة وهدوء: أنتم واهمون، وهذا أبعد من نجوم السماء بالنسبة إليكم» لافتاً إلى أن «الحشد بالنسبة للعراقيين مسألة وجود وضمان لأمنهم وحياتهم».
وبيّن أن «الحشد الشعبي يتمتع بإرادة وطنية ودعم شعبي واسع، إضافة إلى تأييد المرجعية الدينية العليا ودعم من قوى سياسية محترمة توفر له الغطاء السياسي الكافي».
ووفق الخزعلي فإن «الجدل الدائر بشأن قانون الحشد الشعبي لم يعد شأناً محلياً، بل تحول إلى قضية دولية تتدخل فيها قوى كبرى (أمريكا وبريطانيا)» متسائلاً: «إذا كان النقاش الحالي ينصب على تفاصيل تشريع القانون أم أن الهدف الحقيقي هو حل الحشد الشعبي وإنهاء دوره؟».
واستنكر تصريحات بعض السفراء «الذين وصفوا الحشد بأنه وُجد لمواجهة داعش الذي انتهى» معتبراً ذلك «حديثاً وقحاً يفتقر إلى الموضوعية، حيث إن البراءة في هذه الطروحات تتجاهل الحقائق الميدانية، فتنظيم «داعش» ما زال يشكل تهديداً للعراق والمنطقة، وهناك مشاريع خارجية تسعى إلى تقسيم المنطقة مجدداً».
وشدد على أن «الحشد الشعبي لا يمثل تهديداً للدول الكبرى ولا يكلّفها أموالاً أو أعباء، لكن إصرار هذه الدول على طرح ملفه يعكس «وجود مؤامرة تستهدف الشعب العراقي».
وأوضح أن «الحشد الشعبي صمام الأمان الفعلي لوحدة العراق وأمن شعبه» مشيراً إلى أن «الأحداث الجارية في المنطقة أخطر من تلك التي سبقت ظهور «داعش» عام 2014».
وحسب الأمين العام «للعصائب» فإن «آلاف العناصر التكفيرية من «داعش» وغيرها ما زالوا موجودين في سوريا وعلى حدود العراق، ويتمتعون بشرعية دولية باعتبارهم جزءاً من قوات أمنية رسمية، رغم أن أغلبهم مقاتلون أجانب من دول مختلفة مثل الصين والشيشان والقوقاز» مؤكداً أن «الاستهداف الواضح للحشد يعكس وجود مشروع خارجي لن يتحقق إلا بإضعاف العراق ومكوناته الدفاعية».
ولفت إلى أن «الضغط الأجنبي والخارجي الذي هو تدخل بالشأن العراقي وضرب لديمقراطية مؤسساته. لن يؤثر أي شيء على وجود الحشد الشعبي وتنظيمه وقوته، وإرادة الخيرين من أبناء هذا الشعب هي التي ستتحقق». وأكد أن «الحشد الشعبي موجود ومن قوة لقوة أكبر، وسيبقى هو صمام الأمان الفعلي للدولة العراقية، والواقف كالسد المنيع أمام مشاريع تقسيم العراق والمنطقة والتي تجري على قدم وساق في سوريا والتي يراد منها الانتقال إلى العراق».