ممداني يتعهد بالتمسك بهويته الإسلامية في وجه الهجمات العنصرية

السياسي – تعهد  المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك زهران ممداني، بمواصلة التعبير عن هويته الإسلامية، منددا بما أكد أنها “هجمات عنصرية” شنها منافسه أندرو كومو، الحاكم السابق لولاية نيويورك وداعميه.
وتحدّث ممداني خارج مسجد في منطقة برونكس بنيويورك الجمعة وحوله عدد من الشيوخ عن الإهانات التي تعرض لها سكان المدينة المسلمين منذ فترة طويلة، وحبس دموعه وهو يصف قرار عمته بعدم ركوب مترو الأنفاق بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 لأنها لم تشعر بالأمان وهي ترتدي الحجاب.


روى كيف أنه عندما دخل مجال السياسة لأول مرة، اقترح عليه عمه بلطف أن يحتفظ بإيمانه لنفسه، وقال ممداني: “هذه دروس تعلمها الكثير من المسلمين في نيويورك. وخلال الأيام القليلة الماضية هي الرسائل الختامية لأندرو كومو وكيرتس سليوا وإريك آدامز”، وفي مؤتمر صحفي عقد في وقت لاحق مساء الجمعة، اتهم كومو ممداني بـ”لعب دور الضحية” لأغراض سياسية ونفى وجود الإسلاموفوبيا على نطاق واسع في نيويورك.


وواجه المرشحون لمنصب عمدة مدينة نيويورك أندرو كومو، وزهران ممداني، وكورتيس سليوا، بعضهم البعض في مناظرتهم الثانية والأخيرة، والتي شهدت بعض التبادلات الحادة والمشادات القوية، وقال كومو مخاطبًا ممداني: “لم تشغل وظيفة قط، لم تُنجز شيئًا قط، لا يوجد سبب للاعتقاد بأن لديك أي جدارة أو مؤهلات لتحمل مسؤولية حياة 8.5 مليون شخص، لا تعرف كيف تدير حكومة. لا تعرف كيف تتعامل مع حالة طوارئ، ولم تقترح مشروع قانون قط حرفيًا بشأن أي شيء لا تحدثت عنه في حملتك”.
من جانبه، قال ممداني لكومو: “دائمًا ما يسعدني سماع أندرو كومو يُقدم حقائقه الخاصة في كل مرحلة من مراحل النقاش. لقد سمعنا للتو حاكمًا سابقًا يقول بكلماته الخاصة إن المدينة تتعرض للخداع من قِبل الولاية. من كان يقود الولاية؟ كان أنت”.


وأضاف: “أنت من كان يحكم الولاية لـ10 سنوات. كنت تفسد المدينة. أنت من أوقف تمويل التشرد، أنت من أوقف تمويل هيئة النقل الحضرية، أنت قمت بكل هذا يا صديقي. أنت”، أما سليوا، المرشح الثالث للمنصب، فقد قال: “سمعتهما يتشاجران مجددًا كأطفال في ساحة المدرسة. زهران، سيرتك الذاتية بحجم منديل كأس مشروب كوكتيل، وأندرو، إخفاقاتك تكفي لملئ مكتبة مدرسة عامة في مدينة نيويورك”، على حد تعبيره.
منذ فوزه المفاجئ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في حزيران/يونيو الماضي، برز زهران ممداني كأحد أبرز الوجوه السياسية الصاعدة في نيويورك، حيث يمضي نحو الانتخابات العامة المقررة في 4 تشرين الثاني/نوفمبر بوصفه المرشح الرسمي للحزب لمنصب عمدة نيويورك، كما ويحظى ممداني (33 عاما) بدعم لافت داخل أوساط الحزب الديمقراطي، إذ نال تأييد نائبة الرئيس السابقة كامالا هاريس وحاكمة الولاية كاثي هوشول، إلى جانب تدفق مستمر من التبرعات الصغيرة من آلاف المؤيدين، في مؤشر على الزخم الشعبي المتنامي لحملته.


وتُظهر استطلاعات الرأي تقدم ممداني بفارق واضح على منافسه الأبرز، الحاكم السابق أندرو كومو، الذي يخوض السباق مستقلا بعد خسارته في الانتخابات التمهيدية الديمقراطية، ووفقا لاستطلاع أجرته جامعة ماريست في أيلول/سبتمبر الماضي، يحظى ممداني بدعم 46 بالمئة من الناخبين المحتملين، مقابل 30 بالمئة لكومو و18بالمئة للمرشح الجمهوري كيرتس سليوا.
-هجمات ترامب عززت موقف ممداني
ويرى محللون أن هجمات الرئيس دونالد ترامب المتكررة على ممداني — وكان آخرها تحذيره من أن نيويورك قد “تتحول إلى مدينة شيوعية” إذا فاز بالانتخابات — قد تسهم في تعزيز مكانته بين الناخبين المعارضين لسياسات ترامب في المدينة.
وخلال حملته الانتخابية، ركّز على قضايا المعيشة والعدالة الاجتماعية، متعهدا بخفض تكاليف الحياة للطبقة المتوسطة في نيويورك، كما يُعد من الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في المشهد السياسي الأمريكي، إذ عبّر في أكثر من مناسبة عن انتقاده لحكومة الاحتلال الإسرائيلية وسياساتها في غزة، وهي مواقف أثارت عليه انتقادات شديدة من خصومه السياسيين، كما صرح ممداني لصحيفة “نيويورك تايمز” بأنه سيأمر باعتقال نتنياهو واصفا إياه بـ”مجرم حرب”، في إشارة إلى مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية.