منزل حي صديق للبيئة مصنوع من الفطر لمواجهة التحديات المناخية

السياسي –

في خطوة مبتكرة نحو مستقبل أكثر استدامة، طوّر طلاب الهندسة المعمارية في جامعة فرانكفورت للعلوم التطبيقية في ألمانيا كوخاً جليدياً مصنوعاً من الفطر يُدعى “MyGlu- ماي غلو”، صُمم خصيصاً للمناطق الحارة والجافة، ويعد نموذجاً للبيوت منخفضة التكلفة والصديقة للبيئة.

ويستند المشروع إلى استخدام “الميسيليوم”، وهي البنية الشبيهة بجذور الفطريات، كمواد بناء، حيث تُزرع كل مكوّنات “ماي غلو” على نفايات الخشب، ما يجعله خياراً مستداماً، خفيف الوزن، وسهل النقل والتركيب. كما يتميز الكوخ بعزل حراري وصوتي طبيعي، مما يجعله مناسباً للسكن المؤقت في المناطق المتضررة من الكوارث أو الأزمات الإنسانية.

وأكد فلوريان ماهل، أستاذ الهندسة المعمارية في الجامعة، أهمية دمج الميسيليوم في البحث الأكاديمي، قائلاً: “نهدف إلى جعل الميسيليوم حجر الزاوية في أبحاث البناء المستدام، مع الاستثمار في المعدات والتعاون مع شركاء خارجيين لتوسيع نطاق الدراسات”.

أساليب بناء مبتكرة وصديقة للبيئة

نجح النموذج الأولي من “MyGlu” في الحفاظ على برودة المساحات الداخلية في المناخات الحارة، بالإضافة إلى قدرته على امتصاص الصوت، وهي ميزة أساسية في مستوطنات اللاجئين أو مناطق الكوارث، حيث يشكل التلوث الضوضائي تحدياً كبيراً.

ويتميز الهيكل بكونه قابلاً للتحلل الحيوي ومحايداً للكربون، ما يجعله نموذجاً مستقبلياً يحتذى به في مشاريع الإسكان المستدامة، وقد نال الكوخ جائزة الاستدامة من الجامعة تقديراً لإبداعه البيئي.

أثر تعليمي ملموس

لا يقتصر مشروع “MyGlu” على كونه ابتكاراً هندسياً فحسب، بل يمثل تجربة تعليمية متقدمة، إذ يُشرك الطلاب في أبحاث تطبيقية تنمي قدراتهم على التفكير الابتكاري في البناء المستدام.

وقالت سوزان راغل، نائبة رئيس الجامعة: “المشروع يبرهن على إمكانية الجمع بين بناء محايد مناخياً وتعليم عالي الجودة، ويعكس التزام الجامعة بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للاستدامة”.

ويأتي مشروع “MyGlu” في وقت تتزايد فيه الحاجة العالمية لحلول إسكان مستدامة، وسط التحديات البيئية وارتفاع أسعار مواد البناء التقليدية، ليقدم نموذجاً عملياً وقابلًا للتطبيق لمستقبل العمارة الصديقة للبيئة.