منظمة حظر الأسلحة الكيماوية  تتآمر مع اسرائيل

الهجوم الذي شنته اسرائيل على الاراضي السوري في 16 آب اغسطس الماضي ، لم يتوقف عند بوابات القصر الجمهوري ورئاسة الاركان، وبعض ارتال الجيش المتجهة الى السويداء، فقد استهدفت الطائرات المعتدية عددا من المصانع السورية التي تدعم السوق الفقير بالانتاج الوطني والمحلي  بسبب الحصار الطويل على البلاد، وعلى رأسها مواد المنظفات المنزلية المتواضعة.

 

ليست هي المرة الاولى التي تعتدي اسرائيل على المنشآت السورية، فمنذ ايام الرئيس المخلوع كانت هذه المصانع هدفا مفضلا لها الى جانب العمليات التي تستهدف مواقع الجيش النظامي والقوات الداعمة له.، الا انه التركيز على الضربات ضد المصانع كان نادرا نظرا لفداحة الهجمات على القوات الايرانية ومليشيا حزب الله، بالاضافة الى ضعف الاعلام التابع لنظام الرئيس المخلوع بشار الاسد.

 

في المعلومات المتداولة على نظاق ضيق، فان ثمة اسرار كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) تزود بها اسرائيل عن الدول التي تناصبها العداء، وخلال السنوات الماضية اتضح بان المنظمة الدولية والتي من المفترض ان تكون حيادية في عملها لصالح العالم، تعمل جاسوسا لدى قوات الاحتلال، حيث تقدم له كافة المعلومات المفيدة في سورية ، سواءا عن انواع الاسلحة واماكن تصنيعها، وتخزينها ، والكميات الموجودة، واسماء العلماء، والعاملين فيها، لتتلقاها اسرائيل على طبق من ذهب وتعمل على تصفيتها .

 

التعاون اتضح في اعقاب اتهام نظام الاسد بارتكاب مجازر الكيماوي في دوما على جه الخصوص في العام 2013 ، ومن ثم خان شيخون في ريف ادلب في العام 2017، حيث اضطر الاسد للموافقة على عملية تفتيش دوليه  نزولا لرغبة اصدقائه الدوليين بعد تهديدات غربية بالاطاحة به، وحشد القوات الاميركية لاسطولها قبالة السواحل السورية.

 

زارت المنظمة الدولية عدة اماكن معلن عنها وهي 27 موقعا، لكنها بلغت اسرائيل بوجود 100 موقع اتضح ان المواقع الباقية ما هي الا مصانع متواضعة لمواد تنظيف منزلية يعتمد عليها السوريين في حياتهم اليومية، ولا تشكل اي خطر او تهديد حتى على جيران او عمال المصنع نفسه، لكنها تعرضت للقصف والتدمير ، وقد كانت هذه وسيلة اسرائيلية للمساهمة في تدمير ابسط مقدرات المجتمع السوري ودفعه للعوز والحاجة الى الخارج ، في الوقت الذي كان يحاول التعايش مع الحصار الاميركي الغربي الذي فرض عليه لعدة سنوات.

بناءا على ذلك قصفت اسرائيل مصانع المواد الكيماوية التي راقبتها المنظمة بعد عمليات التفتيش التي قامت بها في سورية ودمرتها .

 

هذا التعاون ليس الاول بين المنظمة المذكورة واسرائيل، فقد كشفت تقارير عن تعاون ايضا فيما يتعلق بالساحة الايرانية ، وقبلها العراقية ، حيث زار فريق من OPCW المصانع الكيماوي العراقية وقام بتفكيكها وتدمير مخزونها ، وقدم المعلومات والملفات كاملة لدولة الاحتلال.

 

اثبتت منظمة حظر السلاح الكيماوي انها تعمل لدى اسرائيل واميركا وتتغاضى عن الاسلحة المحظورة التي تستخدمها قوات الاحتلال في غزة، علما ان مهمتها الرئيسية التي وجدت من اجلها هي ملاحقة الدول التي تصنع تلك الاسلحة الخطرة، الا انها غضت الطرف عند حدود غزة وتركت اسرائيل تمارس عملية القتل بالاسلحة المحظورة بحق ابناء غزة المحاصرين والمهجرين.

في السابق، احتلت المنظمة ومتحدثيها وسائل الاعلام العالمية، وهي تتحدث عن العراق وايران وسورية والخطر القادم منهم ، وضرورة ارسال قوات مراقبة دولية لمنع انتشار الاسلحة القاتلة ، لكن في حالة اسرائيل في غزة لم يكن هناي اي ردة فعل، او تقرير او تصريح يدين الممارسات الاحتلالية .

 

من المفترض الا تعطي هذه المنظمة كونها منظمة دولية اي معلومات لاي دولة عن اخرى ، بالتالي فانه  على السلطات السورية طلب ضمانات بعدم افشاء اسرارها لاي طرف اخر خاصة وانها محل استهداف اسرائيلي بشكل يومي ، تستغل ضعف الحكومة السورية التي بدات لتوها ادارة هذا البلد المدمر من 14 عاما من الحرب العنيفة

ان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية OPCW هي منظمة دولية مقرها في لاهاي، هولندا، تعمل على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية لضمان عالم خالٍ من هذه الأسلحة. تتمثل مهامها في منع تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية، والتحقق من تدمير مخزونات الأسلحة الموجودة، وتقديم المساعدة والحماية ضد هذه الأسلحة.