من أعلن الانتصار في الحرب عليه تعويض ضحاياها؟

ابراهيم ابراش
ابراهيم ابراش

لا شيء يمكنه أن يعوض أهالينا في قطاع غزة مما عانوه من قهر وإذلال وجوع وأمراض جسدية ونفسية وألم فقدانهم الأحباب من آباء وأمهات وأبناء وأخوة ، معاناة سترافقهم طوال حياتهم.
لا يقتصر الأمر على هذه المعاناة فهناك ملفات كثيرة سيتم فتحها بعد وقف إطلاق النار وعودة النازحين في الجنوب الى ما كانت منازلهم في الشمال وفي مدينة رفح ومعاينتهم لهول الدمار وانعدام فرص العيش ،حيث سيفيقوا من الصدمة ويبدأوا بمواجهة الواقع بعيدا عن شعارات الانتصار وتهريج قناة الجزيرة ومرتزقتها . إن كان ملف الإعمار على سلم الاهتمامات الدولية،في حالة التزام الدول جدياَ بإعادة الإعمار وهو أمر مشكوك به في ظل استمرار حماس في الحُكم ومخططات إسرائيل التي لم تُكتمل ، فإن ملفات وتحديات كبيرة أخرى قد تتهرب الجهات الدولية المانحة عن تحمُل المسؤولية عنها، أهمها التعويض السريع لضحايا الحرب بما يؤمٍن لهم الحد الأدنى من الحياة الكريمة بعد أن فقدوا كل شيء.
على الذين أعلنوا (الانتصار) في حرب غزة أن يعوضوا أهالي القطاع عن بيوتهم المدمرة ويؤمنوا لهم أماكن للسكن الى حين إعادة الإعمار، وفوق كل ذلك تعويض أًسر كل الشهداء والجرحى والأسرى،وألا يرموا المسؤولية على العالم الخارجي وعلى السلطة الفلسطينية.
هذه الأخيرة دفعت وما زالت تدفع رواتب لعوائل الشهداء والأسرى والجرحى منذ بداية الثورة حتى الآن وحتى خلال حروب حماس السابقة،
وإسرائيل تخصم من أموال المقاصة المخصصة للسلطة كل ما تدفعه هذه الأخيرة للفئات السابقة وهم من جميع الفصائل والأحزاب بما فيهم حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية .
سنسمع بعد قليل التحريض من حماس وأتباعها على السلطة لأنها لا تدفع تعويضات ومعاشات لأسر حوالي ربع مليون ما بين شهيد ومفقود وأسير وجريح من ضحايا حرب طوفان الأقصى الحمساوي،
وكل ميزانية السلطة لن تكفي لتعويض هؤلاء. تعويض هؤلاء بمنح عاجلة ودفع رواتب ومخصصات دائمة لهم من مسؤولية من يقولون إنهم انتصروا في الحرب،وأموال حماس وجماعة الإخوان المسلمين في الخارج تستطيع تغطية هذه المستحقات أكثر من السلطة المأزومة مالياً.
قد يقول قائل إن قطاع غزة يحتاج لمشروع كمشروع مارشال الذي أعاد إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية،ولكن نُذكِر هنا أن الذين اعادوا إعمار ألمانيا هم الذين أعلنوا انتصارهم في الحرب على المانيا النازية ودول المحور، الغرب وخصوصا واشنطن بالنسبة لألمانيا الغربية ،والإتحاد السوفيتي بالنسبة لألمانيا الشرقية.
كما سنسمع من المتأسلمين هرطقات دينية كالزعم إن الله سيعوض أهالي غزة بقصور وجنات عدن في الجنة! وقد نسمع بعض مُدعي المعرفة بالقانون الدولي الإنساني واتفاقات لاهاي وجنيف من يقول إنه حسب هذه المواثيق الدولية تتحمل دولة الاحتلال مسؤولية أمن ومعيشة الشعب الخاضع للاحتلال ،أو تحميل المسؤولية عن التعويض والإغاثة لوكالة الأونروا الخ.
بالتأكيد كل ذلك أذا لم يتم التهجير، ونأمل ألا يحدث

تابعنا عبر: