من الدوحة إلى غزة.. العدوان الإسرائيلي يعيد البوصلة إلى فلسطين

بقلم: د. عبد الرحيم جاموس

بعد كل ما تمارسه الحكومة الإسرائيلية اليمينية من تطرف وعنصرية وعدوان مفتوح على الشعب الفلسطيني، لم يعد من الممكن أن يظل في العالم العربي أو الإسلامي من يفكر بالتطبيع مع هذا الكيان. فالجرائم اليومية من إبادة وحصار وتهجير، ومخططات التوسع والتهويد، فضحت إسرائيل وأسقطت ورقة التوت عن دعاوى “السلام” و”التعايش”.
إسرائيل لم تُبقِ مجالًا لأي وهم؛ فهي كيان استعماري عنصري إحلالي توسعي ، قائم على القوة والإلغاء، لا يعرف سوى الاحتلال، ولا يسعى إلا إلى ترسيخ مشروعه العنصري على حساب الفلسطينيين والعرب جميعًا.
ومن يظن أن التطبيع سيحميه من أطماعها فهو واهم، لأن تهديدات إسرائيل لا تقف عند حدود فلسطين، بل تطال العرب والمسلمين كافة:
من قطر إلى لبنان وسوريا، ومن اليمن إلى إيران، وصولًا إلى أي مكان ترى فيه خصمًا لمشروعها أو تهديدًا لتفوقها العسكري والسياسي.
العدوان الإسرائيلي الأخير على قطر كشف هذه الحقيقة بجلاء، حين استهدفت طائراته العاصمة الدوحة في انتهاك سافر لسيادة دولة عربية مستقلة، وهي تقوم بدور الوساطة من أجل التهدئة في غزة. هذا العدوان أثبت أن إسرائيل لا تتردد في توسيع دائرة النار لتطال أي طرف، مهما كانت مكانته أو دوره.
القمة العربية-الإسلامية الطارئة التي انعقدت في الدوحة أمس الإثنين 15/9/2025 شكّلت ردًا واضحًا؛ إذ أكدت التضامن المطلق مع قطر، وأدانت العدوان بوصفه خرقًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشرًا للأمن الجماعي العربي والإسلامي، ودعت إلى إجراءات عملية لردع إسرائيل، وتعزيز الدفاع المشترك، ودعم فلسطين دون شروط.
إن الدرس واضح:
التطبيع لم يعد خيارًا، بل وهمًا سقط إلى غير رجعة. الشعوب العربية والإسلامية تدرك أن فلسطين هي بوابة الكرامة والسيادة، وأي محاولة لتجاوزها ستبوء بالفشل.
لا سلام مع من ينتهك السيادة، لا أمن مع من يزرع الفوضى بالقوة، ولا تطبيع مع كيان الاحتلال. فلسطين هي الامتحان والبوابة، ومن لا يقف عندها خاسرٌ لعروبته وإسلامه وكرامته.
د. عبدالرحيم جاموس