السياسي -أ ف ب
اجتاحت صورة التُقطت بهاتف محمول من قلب “المدينة العمودية” مواقع التواصل الاجتماعي، مثيرة إعجاب الآلاف حول العالم، لما تعكسه من مشهد بصري فريد اختزل زحمة المكان وفرادته المعمارية.
وفي التفاصيل، فقد التقط المصور الكندي فيكتور تشينغ، المقيم حالياً في هونغ كونغ، صورةً لافتة لأحد أكثر المباني شهرة في المدينة، وهو مبنى “ييك تشيونغ” المعروف شعبياً باسم “وحش المدينة” أو “الوحش الخرساني”، مستخدماً هاتفه المحمول فقط خلال فترة الإغلاق الناتج عن جائحة كورونا.
المشهد الذي يُظهر المبنى الضخم بتكوينه المتراص وارتفاعه المذهل منح الصورة قوة تعبيرية كبيرة، جعلتها تنتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة.
من جانبه، وصف تشينغ، الذي ترك تورنتو ليستقر في هونغ كونغ، المدينة بأنها “فوضى منظمة”، موضحاً أن تصور كثيرين عنها يظل محصوراً في مشاهد أفلام الكونغ فو أو سلسلة “Rush Hour”، لكن الواقع مختلف تماماً، إذ أنها مدينة عصرية مفعمة بالحياة وناطحات السحاب.
وأضاف عبر صحيفة “الغارديان” البريطانية: “حتى عندما لا يكون لديك وجهة، يدفعك إيقاع الشوارع المتسارع لأن تتحرك بسرعة، وكأنك مدفوع بطاقة خفية”.
واعتبر تشينغ مدينة هونغ كونغ بمثابة “جنة للمصورين”، مشيراً إلى وفرة المشاهد الجديرة بالتصوير، لكنه أوضح في الوقت ذاته أن اللحظة التي التقط فيها هذه الصورة كانت استثنائية ونادرة، إذ خلت ساحة المبنى من الزوّار والسكان بسبب إجراءات الإغلاق.
واستطرد: “بدت المدينة وكأنها ملكي وحدي في تلك اللحظة”، موضحاً أنه استخدم عدسة واسعة للهاتف لالتقاط المشهد الذي اختاره بعناية.
ووفقاً لتصريحاته، لم يُجرِ تشينغ سوى تعديلات طفيفة على الصورة عبر تطبيق “لايت روم”، لكنه يعوّل على وقع الصورة نفسها، قائلاً: “أردت أن يدرك الناس كم هي مزدحمة هذه المدينة العمودية.. المساحات هنا نادرة، والطريق الوحيد للتوسع هو البناء إلى الأعلى”.
يُذكر أن الصورة، التي ظهرت سابقاً في أحد أفلام Transformers، تحوّلت إلى رمز بصري لهونغ كونغ، ولا تزال كواليس التقاطها محل اهتمام واسع من الجمهور، لا سيما مع إعادة انتشارها مجدداً عبر منصات التواصل.