السياسي – تركت ألبينا وطنها كازاخستان عام 1996 من أجل حب جمعها بطبيب فلسطيني شاب كان يدرس الطب في بلادها. لم تكن تعلم آنذاك أن قرارها سيقودها إلى رحلة حياة في غزة، حيث أصبح زوجها، الدكتور حسام أبو صفية، واحداً من أبرز الأطباء، وقائداً للفرق الطبية في القطاع.
في مقابلة خاصة مع برنامج “غزة اليوم”، على راديو “بي بي سي”، كشفت ألبينا عن تفاصيل قصتهما التي بدأت في قاعات الدراسة بكازاخستان. قصة جمعت بين طالب طب فلسطيني طموح وفتاة كازاخستانية قررت أن تشاركه حلمه وحياته، متخلّية عن كل شيء في وطنها لتبدأ معه حياة جديدة في غزة.
لحظة ذهاب الطبيب حسام ابو صفية نحو الدبابات بصدره العاري ومعطفه الأبيض
مشهد مؤلم للغاية. pic.twitter.com/LtfmNJUP77
— MO (@Abu_Salah9) December 29, 2024
-طبيب يتحدى الظروف
على مدى سنوات عمله، تخصص الدكتور حسام في طب الأطفال وحديثي الولادة، وحصل على شهادة البورد الفلسطيني. وخلال الحرب الأخيرة، وجد نفسه يتجاوز تخصصه ليساعد في إجراء العمليات الجراحية للمصابين، نظراً للنقص الحاد في عدد الجراحين. تقول ألبينا: “رأيت بنفسي مصابين تقطعت بعض أطرافهم لأشلاء، وكان زوجي مع أطباء الباطنة يتطوعون لإجراء العمليات الجراحية ومساعدة الناس”.
“والدي يتعرض للتعذيب”..
نجل الطبيب الفلسطيني حسام أبو صفية يناشد الضغط على الاحتلال للإفراج عن والده pic.twitter.com/HpugnuJaTO— شبكة رصد (@RassdNewsN) December 30, 2024
وكمدير لمستشفى كمال عدوان، رفض أبو صفية مغادرة المستشفى حتى في أحلك الظروف. تروي زوجته كيف أنه “لم يكن يهمه أي شيء يحدث خارج أسوار المستشفى”، مضيفة أنه ظل يعمل رغم نقص الإمكانات الطبية والقصف المتواصل الذي طال حتى أقسام المستشفى وساحاتها.
-لحظات الاعتقال
في الثامن والعشرين من ديسمبر، تحوّل المشهد درامياً عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية المستشفى. حاول أبو صفية التفاوض لإخلاء المرضى والجرحى أولاً، لكن الأمور سارت بشكل مختلف. تصف ألبينا: “فوجئنا بهم يقتحمون المستشفى بالقوة، وأجبروا النساء على المغادرة”. ومنذ ذلك الحين، لا تعرف مكان احتجاز زوجها، الذي اعتُقل مع عشرة آخرين من الطاقم الطبي.
#حسام_أبو_صفية
صورة أخرى من صور صمود غزة الأسطوري.#غزة_تقاوم pic.twitter.com/lfrwvAUKpM— سعدية مفرح (@saadiahmufarreh) December 30, 2024
عندما سُئلت عن رسالة لزوجها، تأثرت ألبينا، وقالت بصوت يملؤه الشوق والألم: “غزة كلها بدها ياه.. غزة كلها بدها ياه، الطاقم الطبي كله في انتظاره”. رغم حملها وأبنائها للجنسية الكازاخستانية، إلا أنها اختارت البقاء في غزة، مؤكدة أنها لم تتخل يوماً عن زوجها أو عن أهل غزة.
يعود تاريخ عائلة أبو صفية إلى بلدة حمامة في قضاء عسقلان، التي هُجّرت منها العائلة عام 1948. ولد حسام في مخيم جباليا عام 1973، ليصبح لاحقاً أحد أبرز الكفاءات الطبية في القطاع، محققاً حلمه في خدمة شعبه رغم كل الظروف.
(وكالات)