قُتل في ليبيا، يوم الاثنين، رمزي اللفع آمر “السرية الثالثة” التابعة لوزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة، خلال اشتباك مسلح عنيف شهدته مدينة “ورشفانة”.
واندلع قتال مسلح بين عائلتي اللفع والهدوي في منطقة “السهلة” بمدينة “ورشفانة” غرب العاصمة الليبية طرابلس.
وأسفرت الاشتباكات أيضاً عن مقتل اثنين من أقارب اللفع، هما حاتم اللفع ورضا اللفع، إلى جانب 3 من عائلة الهدوي، هم: علاء الهدوي، عماد الهدوي، وأيمن فوزي.
وأشارت مصادر محلية إلى أن الاشتباك جاء نتيجة خلاف بين العائلتين تصاعد بشكل سريع إلى مواجهة دامية بالأسلحة النارية، وسط حالة من التوتر والانتشار المسلح في محيط المنطقة.
ــ رمزي اللفع من مواليد سنة 1987، وينحدر من منطقة ورشفانة غربي طرابلس، وهو واحد من قادة الميليشيا المسلحة، وقاد خلال السنوات الماضية عدة مواجهات مسلحة خاصة خلال معارك طرابلس عام 2019.
ويُعد رمزي اللفع أحد أبرز القادة المحليين المرتبطين بتوازنات القوة داخل العاصمة طرابلس وحزامها الجنوبي، فقد سبق له أن شارك في العملية الأمنية التي أطلقها رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة، من خلال تشكيلات مسلحة ضد جهاز دعم الاستقرار في مايو/ أيار 2025 بمنطقة أبو سليم.
وعززت العملية التي أسفرت عن مقتل قائد جهاز دعم الاستقرار عبد الغني الككلي من مكانة رمزي اللفع ضمن فئة الفاعلين المسلحين الذين يضطلعون بأدوار مزدوجة في ضبط الأمن والتسبب في اختلاله.
صراع النفوذ في ورشفانة
وتواترت أنباء يوم الاثنين عن دخول قوة عسكرية من خارج ورشفانة إلى المناطق التي كانت تخضع لسيطرة “اللفع”، مثل أولاد عيسى والهناشير والسواني.
وتعكس هذه التحركات سعي أطراف محلية أو مدعومة خارجياً لإعادة ترسيم خريطة السيطرة، مستفيدة من فراغ القوة الذي خلّفه غياب “اللفع” عن المشهد.
شرارة حرب جديدة
ويتقاطع هذا المشهد مع إرث من التوتر بين مجموعة اللفع والكتيبة 55 التابعة لمعمر الضاوي، والتي تعد الأكثر نفوذاً في ورشفانة، فقد شهدت العلاقة بين الطرفين سلسلة من المواجهات العنيفة، أبرزها في سبتمبر/ أيلول 2022 عندما اندلعت اشتباكات بمنطقة غوط أبو سابق، وفي يناير/ كانون الثاني 2023 عندما تعرّض منزل اللفع لهجوم مسلح نُسب حينها إلى الكتيبة 55، وأسفر عن إصابات بين المدنيين والوافدين. وفق مواقع محلية.
ورغم نفي معمر الضاوي مسؤوليته عن تلك الحوادث، إلا أن تصاعد الاحتكاك الميداني آنذاك مهّد لسقوط التهدئة غير المعلنة بين الطرفين.
ويرى مراقبون، أن هذه التطورات تضع منطقة ورشفانة مجدداً في قلب المعادلة الأمنية للعاصمة طرابلس، بصفتها الخاصرة التي طالما ارتبطت بموجات التمدد والانكفاء الميليشياوي، وأنه طالما لم تُقترن الإجراءات الأمنية المؤقتة بخطوات سياسية وهيكلية تعيد بناء السيطرة تحت مظلة الدولة، فإن الحادثة مرشحة لأن تتحول إلى شرارة لجولة جديدة من العنف غرب البلاد.
المصدر: إرم نيوز