السياسي -وكالات
تواجدت السينما العربية في مهرجان كان السينمائي منذ انطلاقه عام 1946، حيث سار عدة أسماء مثل يوسف شاهين ونادين لبكي وكوثر بن هنية، جنباً إلى جنب مع عظماء السينما لتمثيل العالم العربي وإنتاجه الثقافي.
ومع انطلاق الدورة الـ 77 للمهرجان، يقدم هذا التقرير جدول زمني للمشاركة العربية في أحد أهم الأحداث السينمائية المرموقة في العالم:
ففي عام 1946 بعد مرور عام على نهاية الحرب العالمية الثانية، أقيم كان بمشاركة ممثلين عن كل دولة مشاركة، وشمل ذلك مصر، ومثلها حينها الممثل والمخرج يوسف وهبي.
وشارك حينها الفيلم المصري “دنيا” في مسابقة الجائزة الكبرى، وحينها لم يفز فيلم دنيا بالجائزة، إلا أنه نجح في إبراز مستوى التطور والجودة التي كانت تنتجها السينما المصرية في ذلك الوقت، من إخراج محمد كريم، بطولة فاتن حمامة وسليمان نجيب.
عادت مصر عام 1956 بفيلمين، وكان فيلما “ابن النيل” ليوسف شاهين، و”ليلة حب” لأحمد بدرخان، ضمن قائمة تضم 36 فيلماً تتنافس على الجائزة الكبرى.
فوز عربي لأول مرة
عام 1967 حقق فيلم “رياح الأوراس” جائزة أفضل عمل أول، للمخرج الجزائري محمد لخضر حمينة، من بطولة عائشة أدجوري ومحمد شويخ.
وفاز الأخضر حمينة مرة أخرى في عام 1975 عندما حصل فيلم “وقائع سنوات النار” على السعفة الذهبية المرموقة، إذ قدم فيلمه خلفية نضال الجزائر من أجل الاستقلال، الفيلم من بطولة يورجو فوياجيس والحاج سمعان محمد الصغير.
وفي عام 1991 صنع فيلم “خارج الحياة” للمخرج مارون بغدادي التاريخ مرة أخرى في بفوزه بالسعفة الذهبية للفيلم القصير في مهرجان كان، ويصور الفيلم المناظر الطبيعية التي مزقتها الحرب في بيروت، وأظهر مشاعر وصراعات شخصياته وسط فوضى الصراع المدني.
وبعد فوز البغدادي، شهدت أفلام العالم العربي غياب طويل عن مهرجان كان، ليعود فيلم “التدخل الإلهي” للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان، عندما تم اختياره للمنافسة على جائزة السعفة الذهبية عام 2002.
و”التدخل الإلهي” هو فيلم كوميدي سريالي أسود تدور أحداثه في الناصرة، وأحداثه تدور حول حياة رجل وصديقته، يفصلهما عن بعضهما حاجز الضفة الغربية.
وفي عام 2006، تم إدخال فيلم “أيام المجد” للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، والذي ينقل المشاهدين إلى شمال إفريقيا التي احتلتها فرنسا في عام 1943، ويؤرخ محنة رجال شمال إفريقيا الذين تم تجنيدهم للقتال ضد النازيين، وتقارن شجاعتهم بالتمييز الذي يواجهونه داخل الجيش الفرنسي.
نادين لبكي في كان
أحدثت المخرجة اللبنانية نادين لبكي ضجة كبيرة في كان عن فيلمها كراميل عام 2007، الذي ناقش حياة 5 نساء لبنانيات أثناء العمل في صالون تجميل في بيروت.
وفي 2008 أدرج فيلم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر “ملح هذا البحر” في قائمة “نظرة ما”، وهو الشريط الجانبي لمهرجان كان.
ويتتبع الفيلم ثريا، وهي مهاجرة فلسطينية من بروكلين، تنطلق في رحلة لاستعادة أصول عائلتها المجمدة في يافا.
عادت السينما العربية في عام 2015 عندما فاز فيلم “أمواج 98” للمخرج إيلي داغر بجائزة السعفة الذهبية للفيلم القصير، عرض الفيلم موهبة وإبداع جيل جديد من صانعي الأفلام من خلال صوره الجريئة وسرد القصص المثير للذكريات.
وفي عام 2017، تم ترشيح فيلم “الجميلة والكلاب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، في فئة “نظرة ما”، الفيلم عبارة عن لائحة اتهام بالفساد المؤسسي في تونس.
وعادت لبكي إلى المهرجان عام 2018 بفيلم كفرناحوم، وهو قصة عن الفقر والقدرة على الصمود تجري أحداثها في شوارع بيروت، قصة الفيلم أكسبت لبكي جائزة لجنة التحكيم وعززت مكانتها كواحدة من أكثر مخرجي السينما العربية موهبة.
عادت لبكي كعضو في لجنة تحكيم فيلم “نظرة ما” في العام التالي، عندما كان الفيلم الأول للمخرجة المغربية مريم توزاني “آدم” أحد الأفلام المختارة.
في عام 2020، عُرض فيلم “Broken Keys” للمخرج جيمي كيروز لأول مرة في المهرجان، حيث قدم منظوراً حول كفاح الشباب اللبناني وسط الاضطرابات السياسية، ودخل فيلم أيتن أمين “سعاد” إلى مسابقة الوافدين الجدد في نفس العام.
ويتنافس فيلم المخرج المغربي نبيل عيوش “كازابلانكا بيتز” في المهرجان عام 2021، وهو يتتبع مجموعة من الموسيقيين الشباب وهم يتنقلون في تحديات متابعة شغفهم في مجتمع يتسم بعدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية.
وفي عام 2022، دخل فيلمان عربيان إلى فئة “نظرة ما” وهما “القفطان الأزرق” للمخرج توزاني من المغرب، و”حمى البحر الأبيض المتوسط” للمخرجة مها حاج من فلسطين.
في العام الماضي 2023، تنافس الفيلم الدرامي الوثائقي Four Daughters للمخرجة كوثر بن هنية على جائزة السعفة الذهبية، وأيضاً في قسم “نظرة ما”، كان هناك فيلمان إقليميان: “وداعا جوليا من السودان” لمحمد كردفاني، و “أم كل الأكاذيب من المغرب” لأسماء المدير.
السعودية في كان
ستدخل المملكة العربية السعودية التاريخ هذا العام مع فيلم “نورا” للمخرج توفيق الزيدي ليصبح أول فيلم من المملكة يتم اختياره لقسم “نظرة ما”، إلى جانب 19 مشاركة أخرى من جميع أنحاء العالم.
تدور أحداث الفيلم في التسعينيات، وهو من بطولة ماريا بحراوي ويعقوب الفرحان.