مهرجان الدوحة السينمائي يجمع أفراد طاقم فيلم “صوت هند رجب” وأبطال القصة الحقيقيين

شهد الإيجاز الصحفي الخاص بفيلم “صوت هند رجب” أجواءً خاصة من الرهبة والتأثر العاطفي حيث اجتمع طاقم الفيلم والأبطال الحقيقيون في قصة الطفلة هند رجب التي حوصرت داخل سيارة تحت حمم الرصاص في غزة.

بعد يوم واحد من افتتاح مهرجان الدوحة السينمائي بفيلم “صوت هند رجب” للمخرجة كوثر بن هنية الحائزة على الجوائز، قدّم الممثلون في الفيلم وعاملون من الهلال الأحمر الفلسطيني إلى جانب المخرجة كوثر بن هنية ومنتج الفيلم نديم شيخوها آراءهم المشحونة بالعاطفة حول مجمل القصة وما تعنيه لهم.

 

وقد كان المشهد بمثابة شهادة مؤثرة على معاناة هند، وتذكيراً بصمت الألم الذي يعيشه الملايين من أبناء فلسطين في كلّ يوم، بينما انهمرت دموع الحاضرين أثناء استعادة تفاصيل الحادثة التي وقعت قبل 21 شهراً.

وأشاد أفراد الطاقم بالعمل البطولي الذي تقدمه جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بمن فيهم الرئيس الدكتور يونس الخطيب، والمدير العام خالد أبو غوش، والأعضاء نسرين جريس عيد، رنا فقيه، عمر أحمد القعم، مهدي جمال، محمد عيّاد، ونبال فرسخ. وأكد الممثلون عامر حليحل، معتز ملحس، كلارا خوري، وسجى الكيلاني أنهم يشعرون بالفخر لتجسيد شخصيات مستمدة من واقع الحياة وتتحلى بشجاعة حقيقية.

وقالت بن هنية أنّ الفيلم ليس مجرد شرحٍ للأحداث، بل وسيلة لخلق التعاطف حتى “لا ينسى الجمهور صوت هند”. وأضافت: “لا شيء أقوى من السينما في بناء التعاطف. الأمر ليس حول تفسير الأحداث، بل ترك تأثير مستدام”.

وشرحت المخرجة اختيارها لبناء الحكاية من داخل غرفة عمليات الهلال الأحمر الفلسطيني، وقالت: “بإمكاني أن أرويها من منظور هند، أو أمها، أو حتى الدبّابة، لكني اخترت مساحة واحدة لأنها كانت الإطار الأكثر صدقاً لما حدث. القصة كانت موجودة، فالواقع تجاوز الخيال”.

كما أوضحت سبب استخدام التسجيل الحقيقي لنداء استغاثة هند بدلاً من إعادة تمثيله: “كان ذلك سيكون تجسيداً ضعيفاً للقصة. فصوت هند حيّ، وهو قلب الفيلم النابض. عندما سمعته لأول مرة شعرت وكأنها تخاطبني، رغم أنّ ذلك غير منطقي. بقي صوتها معي وأصبح الركيزة الرئيسية للعمل”.

وردا على سؤال لموقع السياسي قالت المخرجة كوثر بن هنية بشأن اختيارها لقصة هند رجب من بين عشرات الالاف القصص والحكايات المأساوية التي مرت على قطاع غزة خلال العدوان الاسرائيلي الاخير، قالت :

انه يجب اختيار حكاية تختزل مأساة 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة، وصوت هند رجب بالنسبة لي هو صوت غزة التي تستغيث ، الذهن البشري لا يقبل الارقام الكبيرة لكن يتعاطف مع قصص معينة،  العالم كله يسمع ويرى الحصار والاغتيالات من دون ان يحرك ساكنا.

وشددت بن هنية في سياق ردها : معلى اهمية ان تروى كل القصص مستقبلا، ولا تبقى في طي النسيان.

وتحدّث المنتج نديم شيخوها عن رحلة الإنتاج قائلاً: “بدأنا بتمويل مبدئي، ومع تقدم العمل سعينا لدعم يضخّم صوت هند. انضم بعض الأسماء العالمية كمنتجين تنفيذيين ليس من أجل التمويل، بل لتوسيع مدى وصول الفيلم”.

 

ووصف عمر القعم الأثر العاطفي للفيلم: “عندما تطلب طفلة المساعدة، يتحرك قلبك، خاصة حين تتوسل بحرقة. ذلك الصوت يجب أن يصل إلى العالم”. أمّا معتز ملحس الذي أدّى دور عمر فقال: “على الرغم من خبرتي التمثيلية الممتدة لـ 16 عاماً، فإنّ تجسيد شخصية البطل الحقيقي كان أعظم شرف لي”.

وأضاف ممثلو الهلال الأحمر الفلسطيني بأنّه منذ تصاعد الحرب، فقدوا العشرات من المسعفين وتعرّضت عدة سيارات إسعاف للتدمير، لكنهم أكدوا على القيام بواجبهم كاملاً وحمل أصوات مثل صوت هند، وصون كرامة شعبهم.

 

شكّل فيلم افتتاح مهرجان الدوحة السينمائي عملاً من الأعمال القيّمة التي تبقى في الذاكرة. فبتكريم هند رجب والمسعفين الذين حاولوا الوصول إليها، يؤكد الفيلم قدرة السّينما على خلق التعاطف، وإثارة الانتباه، ورفض الصمت.