السياسي – أضحت التساؤلات “المعقدة” حاضرة مع إحياء مهمة المبعوثة الأمريكية إلى لبنان مورغان أورتاغوس في العاصمة بيروت والتعامل مع اللجنة الخماسية “الميكانيزم” عبر أطر تعمل على تنشيطها للوصول إلى حل يحول دون الذهاب إلى حرب إسرائيلية جديدة على الجبهة اللبنانية.
وتبقى المعضلات متصاعدة حول محطة الوصول المطلوبة في هذا الملف “المتأزم” بين إسرائيل ولبنان، وسط محورية حزب الله.
ومع المخاوف من إشعال جبهة حرب جديدة على الأراضي اللبنانية، يدور السؤال الصعب حول مهمة أورتاغوس وتطوير عمل لجنة “الميكانيزم”، في أن الغرض من ذلك هل هو متعلق بالبحث عن سلام دائم وحل للنقاط المتسببة في الحرب أم أن الهدف هو نزع سلاح حزب الله فقط، ولتبقى الملفات الأخرى عالقة.
إجابة مباشرة واضحة على لسان الخبراء، أن نزع السلاح أولا هو المطلوب لأن من خلال ذلك سيكون الوصول إلى السلام كهدف نهائي.
وأوضح الخبراء إن لا سلام بوجود سلاح ودويلة داخل الدولة، وأيضا لا سلام بوجود الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرين إلى أنه عندما يصبح أي بلد على مفترق طرق بين إنهاء حالة حرب والدخول في واقع اللاحرب، تكون الحاجة لموقف موحد على المستوى الوطني، ليوفر للدولة التي من المفترض أنها المفاوض الوحيد موقف قويا.
ويأتي ذلك في وقت يتوقع توسيع صلاحيات اللجنة الخماسية لإشراك دبلوماسيين ومدنيين إلى جانب العسكريين في عضوية اللجنة، في ظل أمور عالقة حول إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل، والخروج من دائرة التفاوض بالتنقل بالأوراق بين الغرف المنفصلة.
ويرى المحلل السياسي اللبناني علي حمادة، أن مهمة اورتاغوس المكلفة بها من الإدارة الأمريكية، هي البحث عن العنصرين ، الأول السلاح وصولا إلى السلام.
وأضاف حمادة أن “واشنطن تعتبر أنه مادام هناك سلاح بيد ذراع إيرانية في لبنان اسمها حزب الله وهي ميليشيا قوية تمارس العنف منذ 4 عقود في الداخل اللبناني والإقليم العربي ووصولا إلى العالم أيضا، فمن الصعب بمكان أن يكون هناك سلام أو على الأقل وقف للأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل وتسوية النزاعات الحدودية والسياسية بين البلدين”.
وأكد المحلل السياسي اللبناني أن “نزع السلاح أولا لأنه سيكون من خلاله الوصول إلى السلام كهدف نهائي، ولا سلام مع سلاح وبالتالي لا يمكن حدوث أي تقدم في الوضع اللبناني السياسي أو علاقات في بيروت مع المجتمع العربي والدولي، بدون حصر السلاح ولا يمكن أن تهدأ الجبهة مع إسرائيل أمنيا بدون إتمام نزع هذه الترسانة”.
وشدد حمادة أنه لا يمكن أن يكون هناك استقرار داخلي لبناني سياسيا وأن يكون هناك تعايش بين المكونات الوطنية في لبنان بدون حصر السلاح الذي هو الهدف الأساسي الذي يمكن من خلاله الوصول إلى حالة من الاستقرار التي ينشدها اللبنانيين والمنطقة والدول العربية.
من جانبه، يقول الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور زياد ضاهر، إن حزب الله مع التجربة يسعى دائما إلى أن يكون هو المفاوض مع إسرائيل حتى لو كان ذلك من وراء الكواليس، ومع كل ما جرى حول الذهاب إلى نزع السلاح، أثبتت وقائع عدة فيما يتعلق بتسليم السلاح زيف ادعاءات حزب الله ، متسائلا :”لماذا لا يكون الموقف العلني حقيقيا بالتنسيق مع الجيش وتنفيذ الاتفاق الذي وافق عليه التنظيم لوقف إطلاق النار؟!”.
وتابع ضاهر أن هناك عدم ثقة في حزب الله وأدائه “المبطن” وفق تعبيره، مضيفا: “لا يزال هذا التعنت يسبب حرجا وإضعافا للدولة اللبنانية ويمثل مانعا لتوفير قوة للمفاوض اللبناني في التعامل مع ما يطرح عليه على المستوى الإقليمي والدولي”.
وأشار إلى أن “لبنان ليس معزولا عن العالم وهو متصل بما يحدث حوله لاسيما ما جرى في غزة وسوريا وغيرهما، وهنا نستطيع القول إن حزب الله ساهم بشكل رئيسي جذري غير مسبوق في إقحام لبنان في أزمات المنطقة عبر دوره المتضخم والمدفوع من إيران في كل المنطقة بما ساهم فيما وصل إليه العراق واليمن في ظل ربط ذلك بحرب الإسناد، ليقحم لبنان في كل هذه الصراعات” وفق قراءته.
ولفت ضاهر إلى أن “لبنان اليوم أمام امتحان كبير والدولة يجب أن تفرض رؤيتها وكلمتها وهي على هذا الطريق ويجب أن يتحمل حزب الله مسؤوليته فيما تسبب به مع الحرب الأخيرة وتوريط لبنان نظرا لدوره المتضخم في حروب المنطقة”.





