دانا جمال، موظفة عملت في وزارة الشؤون الاجتماعية حتى تقاعدت في العام 2015. الأمر بقي عاديًا، حتى أتت شهادتها مؤخرا، لتميط اللثام عن واقع مروع.
وتاليا التقرير الذي نشره موقع جنوبية اللبناني عن الواقعة
ما القصة؟
كتبت جمال في منشور السبت عبر حسابها في منصة «إكس» (تويتر سابقاً) : «فخامة الرئيس حضرة السيدة الأولى، أتوجه إليكم طالبة إنصافي وتحصيل حقي. كنت قد تقاعدت مع وزارة الشؤون في ٢٠١٥ إلا وإني تعرضت لابتزاز جنسي من رئيس دائرة بحماية المدير العام آنذاك القاضي عبدالله أحمد الذي يشغل الآن منصب مستشار لوزير الصحة (الحالي ركان ناصر الدين) … كما إني تعرضت للضرب والإهانة».
الواقعة والابتزاز
تروي جمال أنها أثناء خدمتها في وزارة الشؤون، وقفت في وجه «نزوات» رئيس الدائرة، المدعو عدنان نصر الدين، الذي كان يتلقى الأوامر والتغطية من القاضي عبدالله أحمد. وقد عمد الاثنان إلى ابتزازها جنسياً.
ووفق ما كتبته، كانت تُجبر تحت تهديدات متكررة على الخضوع لمطالب جنسية «لطالما جاءت من رئيس الدائرة بحماية المدير العام آنذاك». وكشفت إنه «بارفضي الخضوع لنزواتهم ووسخهم، تم احتجاز معاشاتي التي تبلغ ٨٠ ألف دولار أميركي».
وتذكّر جمال أنها تعرّضت للضرب والإهانة المتكرّرة، فيما تُمنع من الحصول على حقوقها المالية الشرعية.
فخامة الرئيس حضرة السيدة الاولى
اتوجه إليكم طالبة إنصافي وتحصيل حقي
كنت قد تقاعدت مع وزارة الشؤون في ٢٠١٥
إلا وإني تعرضت لابتزاز جنسي من رئيس دائرة بحماية المدير العام آنذاك القاضي عبدالله احمد الذي يشغل الان منصب مستشار لوزير الصحة…كما واني تعرضت للضرب والاهانة— Dana Jamal (@DanaJamal87) May 31, 2025
احتجاز الراتب وملابسات «الهبة» المجهولة
بعد تقاعدها، كان من المفترض أن تتسلم راتبًا تقاعديًا بقيمة ٨٠ ألف دولار أميركي. لكن دانا تفاجأت بالاستدراج إلى استقبال «منحة» من منظمة اليونيسيف، تحوِّل مباشرة إلى الحساب الشخصي لعدنان نصر الدين:
وقالت: «أتعابي عبارة عن هبة من اليونيسيف التي تحوّل إلى الحساب الشخصي لرئيس الدائرة المذكور عدنان نصر الدين».
وعندما حاولت استرجاع معاشها، واجهت «بلطجية وفساداً مستشرياً في الإدارات العامة» يعرقلان عملية صرفها.
خيوط فساد .. ما علاقة حزب الله؟
تسرد جمال جانباً آخر من الفساد الذي يتجاوز ابتزازها الشخصي، ليلامس مصير آلاف العائلات المحتاجة في الجنوب>
هنا، تقول إن عبدالله أحمد، أثناء توليه الإدارة العامة في الوزارة، تعاون مع عدنان نصر الدين في بيع هبة الأرز والطحين إلى جمعيات وهمية تابعة لـ«حزب الله»، ثم تهريبها إلى سوريا. وتم «طمس الموضوع لأن عبدالله تابع لحزب الله».
كما تشير إلى أن «توزيع المساعدات كانت محصورة فقط بالعائلات لمناصري حزب الله الذي كان يوافق عليهم الفاسد عبدالله أحمد».
وبعد الكشف عن وقائعه السابقة، عُيّن القاضي عبدالله أحمد مستشاراً لوزارة الصحة—وهو ما يعني، وفق جمال، تمهيداً لصفقات جديدة ينسّقها مع «تجار الأدوية» ومديري المستشفيات الحكومية، مجدداً لصالح حزب الله ونيل «رضاه».
وعليه توجهت إلى «فخامة الرئيس حضرة السيدة الأولى» سائلة: «كيف يبنى وطن والفاسد تمت ترقيته والقاضي يتحكم بصحة الناس. أتوجه إليكم طالبة من فخامتكم اللقاء ومساعدتي في تحقيق العدالة».
وسألت: «كيف تريدون بناء لبنان والفاسدين يتداولون على المراكز ويتحكمون بحقوق الشرفاء».