السياسي – نبتت أغصانهم في ربوع الوطن، وتجذرت أرجلهم فيه كزيتونة امتدت تحت الأرض، فلا تندهش من ثبات الفلسطيني خاصةً إذا كان عُمرُه أكبر من عمر الاحتلال، وكما قالت الحاجة صبرية أبو عرام ” راعي الوطن بيطلعش من وطنه، بدكم تذبحوني اذبحوني”.
ولا تنفك جماعات المستوطنين تنفذ اعتداءاتها المتكررة على القرى والخِرَب الفلسطينية في الضفة الغربية، بيْد أن حدتها تصاعدت في الآونة الأخيرة خاصة بعد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
الحاجة صبرية أبو عرام تتحدث بحرقة عن اعتداءات المستوطنين في خربة الحلاوة بمسافر يطا، مُبينة أن 7 مستوطنين بلثام، اعتدوا على أرضهم في الخربة، وشرعوا بأعمال اقتلاع وتخريب لأشجار العنب والزيتون خاصتهم.
وتروي تجاعيد يدي المُسنة “أبو عرام” قصة الثبات على الأرض، حيث تقول : “من يوم ما الله خلق زلمتي -زوجي- وهو مع الغنم يسرح ويروِّح، ما كان يحتاج أي شيء، والكل يأخذ منا”.
وتتابع: “من يوم ما أجوا تاعون الجدايل -في إشارة إلى المستوطنين- وجابهم جيش الاحتلال، يعتدوا علينا، ويخدموا اليهود، وإحنا في جرائم ما بتوقف”.
وأظهر الفيديو آثار اعتداءات المستوطنين على أشجار العنب، فلم يُبقوا بها غصناً ولا ورقة، وبحرقة تضيف السيدة “أبو عرام”: “شوفوا شو عملوا في خدمة الحياة، لكن بقدرة الله ما بيقدروا لأنه راعي الوطن بيطلعش من وطنه”.
وتزيد: “تعبنا حياتنا من اعتداءاتهم، على أشجار اللوز والزيتون والتوت، كله أزالوه”.
وتشهد أغلب قرى وخرب مسافر يطا بشكل يومي اعتداءات للمستوطنين، وإطلاق أكثر من ١٥ قطيع من الأغنام في محاصيل زراعية، وأشجار مثمرة بهدف تخرببها والسيطرة على الأرض.
وتشمل اعتداءات المستوطنين حرق وقطع لأشجار وأشتال الزيتون، رعي المواشي في أراضي الفلسطينيين، الاعتداء بالضرب والرصاص على المواطنين، ابتلاع مساحات واسعة من الأراضي لأغراض استيطانية، والكثير من الجرائم التي لا حصر لها .