نتانياهو قرر الحرب مع ايران ومحاولة اغتيال المرشد خامنئي

د. ناصر اللحام

بعد صالح العاروري نصر الله والسنوار وعشرات القادة من الصفين الأول والثاني .. على ما يبدو ان نتانياهو قرر المغامرة باغتيال المرشد خامنئي، مستفيد من حالة الضياع الانتخابي التي تعيشها أمريكا ، والدعم المطلق من جانب أوروبا الاستعمارية.
وقيل سابقا أن يحيى السنوار رفض عروض الوسطاء بمغادرة قطاع غزة هو والصف الأول من قيادة حماس مع عائلاتهم. اذ انه لم يصدق هذا العرض وفهم ان الغرض منه هو كسر الروح المعنوية وفي النهاية لن تلتزم تل ابيب بأي عهد ولا أي اتفاق.
فور وصول مسيرة الى منزل نتانياهو . سارع رئيس وزراء إسرائيل الى اتهام ايران ، ورغم ان ايران أبلغت الأمم المتحدة رسميا انها لم تحاول اغتيال نتانياهو الا ان نتانياهو وحكومته أرادوا ان يكرروا هذا الاتهام وبتغطية أمريكية مبالغ فيها. فقد اهتم الاعلام الأمريكي “بمحاولة اغتيال نتانياهو ” اكثر مما اهتم بمحاولة اغتيال ترامب.
يبدو مبررا للبعض اذا يعتقدون ان غياب رئيس المكتب السياسي لحماس قد يفتح نافذة لوقف الحرب على غزة، ويجعل الطريق مفتوحا لعمل وقف اطلاق نار يشمل جميع الجبهات. ولكن أمريكا التي قالت ذلك تراجعت عنه فورا وبدت الرغبة السياسية الأمريكية بعد يوم واحد متماهية بالكامل مع رغبات نتانياهو في توسعة الحرب واحراق الأخضر واليابس .

ولو افترضنا ان حكومة نتانياهو قررت العدوان على ايران وقصفها وبحماية أمريكية. لا يبدو ان النتائج مضمونة لصالح إسرائيل ولا لصالح أمريكا .
وكالعادة ومثل كل مرة ، تربح إسرائيل معركة وتخسر حربا . ويستمر الصراع ويتسع اكبر واكثر واشد واعنف. وان نجاح إسرائيل في كل اغتيال يخلق المزيد من القيادات المتشددة التي تنشأ من جديد وتعمل بشكل اعنف على الانتقام من إسرائيليين اخرين .

يقود نتانياهو نفسه وقومه على مبدأ: ما لم ينجح بالقوة بنجح بمزيد من القوة. ولكن ماذا لو اقتنع الاخرون ومارسوا نفس القناعات!!.

ومن سمات هذه الحرب الطاحنة : القتل الجماعي\ تدمير المدن والقرى \ واغتيال الرموز .

ولكن هذا لا يجدي نفعا . فقد عاش الشعب الفلسطيني أيام الانتداب البريطاني بين الأعوام 1936- 1939 أياما اصعب من هذه الأيام ، وكان الجنود الانجليز يعدمون شباب القرية لمجرد نشر الرعب وقمع انتفاضة 36 . كما ان عصابات الهاجانا واتسيل وليحي وارغون نفذت مجازر كاملة ضد السكان لتهجيرهم. وتسببت هذه المجازر بانطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة التي تستمر منذ خمسين عاما.

فرضية نتانياهو المزيد من العنف، سيف ذو حدين . لان الطرق الاخر سوف يفكر حتما بالمزيد من العنف وبالاتجاه المضاد.

شاهد أيضاً