نتنياهو حوّل البلاد لقبائل متناحرة ويفضّل الحكم على المصلحة العامة

السياسي – انتقد الكاتب الإسرائيلي باروخ كارا، في مقال رأي نشره موقع والا الإسرائيلي، محاولات حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لتلميعه وتقديمه بوصفه جدار الصد الأخير لإسرائيل أمام العالم.

وقال كارا في مقاله: «عشية ما يسمى عيد استقلال دولة إسرائيل الـ 76، يعمل عدد غير قليل من قادة الرأي العام جاهدين هنا في محاولاتهم لتغيير شيء ما في الجو المحلي، وغرس التفكير الإيجابي فينا، ولكن في أمر واحد فقط – لا سمح الله. فيما يتعلق بإمكانية عودة المختطفين (وهو أمر لا يخضع لأي أوهام)، ولا في مسألة كيف سيكون شكل القطاع في غزة في اليوم التالي، ولا حتى في مسألة كيف يعيش عشرات الآلاف من سكان غزة؟ ولا حتى في مسألة ما يجب فعله بوضعنا الاقتصادي المتردي، الذي أثيرت المخاوف حوله في مؤتمر مديري المالية الأخير الذي قال إننا في الطريق إلى كارثة لم نعرفها من قبل».

وأضاف: «إنهم مشغولون بشيء واحد، وهو أن يغرسوا فينا العلم والبصيرة أنه مهما كان عدد الذين ماتوا والذين سيموتون، البعض بالاختناق والبعض بالرجم والبعض بالرمي. وعدد الذين سيصبحون بلا مأوى وكم من لاجئ بلا مأوى سيمشي بيننا، هناك بديهية إلهية واحدة هي أن الذي يقودنا هو عطية من الله، هو أحد أبناء جيله، فريد من نوعه، يشرحون لنا أنه مهما كان الأمر، علينا أن نشكر الله كل صباح لأن نتنياهو هو قائدنا، لنبتهج بالامتياز الكبير الذي حصلنا عليه، ولنقبل الأرض التي يطأها».

وتابع: «على سبيل المثال، قال هذا الأسبوع آريل سيغال، ما يلي: (في الوقت الحالي، هناك شخص واحد فقط قادر على الوقوف في وجه بايدن ومشغّله أوباما. ولحسن الحظ، فهو أيضا الشخص الذي يقف على رأس دولة إسرائيل)».

وتساءل كارا: «ما مقدار الانفصال العاطفي والتعصب الذي يتعين على المرء أن يطوره من أجل تخصيص مونولوج لعبادة حاكم ذبح تحت مراقبته ما يقرب من 1200 شخص؟».

وتناول الكاتب محاولات نتنياهو قبل الحرب لاعتماد التعديلات القضائية التي تضمن تحصينه من الأحكام القضائية، وقال: «بعيداً عن الإضرار بمكانة إسرائيل كدولة ديمقراطية ليبرالية، فقد أدت محاولة الانقلاب هذه أخيرا إلى تفكيك الشعب إلى مجموعات وقبائل تتقاتل في الشوارع. وهنا أيضا، لم تكن هذه الخطوة ثمرة رؤية نتنياهو العميقة لتغيير النظام. على العكس من ذلك، لم يصدق ذلك على الإطلاق. الرؤية الوحيدة لنتنياهو كانت ولا تزال هي البقاء السياسي. ومن أجل البقاء، سمح نتنياهو بتدمير الديمقراطية الإسرائيلية، وتدمير المجتمع الإسرائيلي، والركود السياسي ونمو حماس. وما حدث حتى السابع من أكتوبر، للأسف يستمر بعد ذلك».

وأضاف: «وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد “ديالوج” لاستطلاعات الرأي فإن 56% يعتقدون أن قرارات نتنياهو بشأن الحرب والمختطفين مشوبة بمصالح شخصية. لا نعرف على وجه اليقين صحة ذلك لأننا لا نستطيع قراءة أفكار نتنياهو. نحن نعرف على وجه اليقين أنه كلما ظهرت صفقة تبادل محتملة، يعارضها بن غفير وسموتريتش حتى قبل سماع التفاصيل. بن غفير وسموتريتش لا يريدان صفقة تبادل لأنها تتعارض مع رؤيتهما لإعادة التوطين في غزة. ولا يبذلون أي جهد لإخفائها. ولم يعلن نتنياهو عن رغبته في الاستيطان في غزة، ولا حتى عن رغبته في امتلاك محور فيلادلفيا. ولم يصرح سوى بالشعارات الفارغة عن “النصر الشامل”. وهنا أيضًا يخدم غموضه رغبته في البقاء».

وتابع: «هذه هي دائرة العار التي تملي الحياة المأساوية لإسرائيل هذه الأيام. ومن أجل البقاء، عقد نتنياهو تحالفا مع المتطرفين. ولهذا الغرض، أصبح مجرما باعتباره شريكا للوزير المسؤول عن الأمن القومي لإسرائيل. أولئك الذين تحالف معهم من أجل البقاء، هم الذين يهددونه الآن إن وقع على صفقة الرهائن، فلن ينجو. إنهم يدركون تماما رغبته في البقاء على قيد الحياة لدرجة أنهم لم يعودوا يهتمون بإذلاله بسبب هذه الرغبة. وهذا ما فعله إيتمار بن غفير الذي روى فور خروجه من باب غرفة نتنياهو كيف تم تهديده وأبلغه أنه إذا كانت هناك صفقة فلن تكون هناك حكومة».

واختتم: «في ضوء كل هذا، أو ربما في الظلام، هل لديك أي سبب للاعتقاد بأنه لأول مرة في تاريخ إسرائيل، سيكون نتنياهو على استعداد لفعل شيء جيد لشعب إسرائيل عندما يكون الثمن هو مقعده؟ فإذا كان حتى اليوم يعتمد على هذين المتعصبين، فإنه الآن، بعد مذبحة شيفا في أكتوبر/تشرين الأول، يعتمد عليهما أكثر من أي وقت مضى».

شاهد أيضاً