أجبرت حكومة نتنياهو وفريقه من الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة القبول بوقف إطلاق النار على الحدود الشمالية في لبنان، ويأتي قرار الحكومة الإسرائيلية بعد فشل مخطط تصفية حزب الله اللبناني، حيث تراجعت الشروط بعد سلسلة من الجولات للمبعوث الأمريكي المبعوث الأمريكى إلى لبنان، آموس هوكستين، والجهود الفرنسية التي افضت إلى هذا الاتفاق وقف إطلاق النار والذي سيبدأ الساعة الرابعة فجر اليوم الأربعاء 27/11/2024, هذه الجهود الدبلوماسية الدولية المعلن عنها تنفيذ للقرارمجلس الأمن 1701.
ولكن الفعل الميداني كان هو الأساس في الوصول إلى هذه النتائج والقبول بوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي إستهداف مختلف جنوب لبنان والضاحية الجنوبية وبيروت والبقاع وبعلبك، وقد سبق ذلك عمليات الاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية والسياسية للحزب الله ومنهم السيد حسن نصرالله الأمين العام، إضافة إلى قيادات من الصف الأول، ورغم ماتعرض له حزب الله ، فقد إستطاع بأن يمنع نتنياهو وحكومته من إحتلال لبنان وتصفية المقاومة بقيادة حزب الله ومنع إلى حد كبير من توغل جيش الإحتلال الإسرائيلي في العمق اللبناني ليصل إلى ما بعد حدود نهر الليطاني، حيث كان يضن نتنياهو بأن إغتيال سماحة السيد حسن نصرالله وقيادات الصف الأول، سوف يؤدي إلى انهيار حزب الله ويدفع “إسرائيل” إلى تصفية حزب الله والاستسلام بدون شروط وفرض التطبيع على لبنان ولكن رغم الضربات الموجعه التي أصابت حزب الله فقد إستطاع تحقيق التوازن والصمود والمحافظة على وجودها الميداني من خلال قوة الردع في استخدام مئات الصواريخ النوعية لتصل تل أبيب والمستوطنات الإسرائيلية حتى الساعات الأخيرة من العدوان الإسرائيلي مما دفع رئيس الوزراء نتنياهو وفريقه من الأحزاب الدينية اليمينية المتطرفة
القبول وتسليم بوقف إطلاق النار، هذا الموقف والتراجع الإسرائيلي يعتبر هزيمة مخزية لجيش الإحتلال الإسرائيلي، حيث عبر نتنياهو عن خسائر كبيرة للجيش وعدم تمكينها من الإستمرار بسبب نقص الإمكانيات اللوجستية والعسكرية للجيش الإسرائيلي، حسب مزاعم نتنياهو، أيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق لراديو الناس: “إسرائيل” لم تحقق “إنتصار مطلقا” على حزب الله في لبنان، أنه ما زال عشرات آلاف الصواريخ والمقاتلين لدى حزب الله.
ومن جانب آخر فإن حزب الله اللبناني لا يعتبر وقف العدوان والعودة إلى شمال حدود نهر الليطاني هزيمة رغم حجم الخسائر البشرية ولكن المهم لم يتم تحقيق أهداف نتنياهو وحكومته بتصفية المقاومة اللبنانية، لذلك فإن النتائج ومخرجات العدوان صمود وشجاعة المقاومين الذين شاركوا في جبهات القتال وبمنع جيش الإحتلال الإسرائيلي الفاشي من دخول العمق اللبناني ليصل إلى ما بعد حدود نهر الأولي، ومنهم دعا إلى الوصول إلى الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانية بيروت، فشل نتنياهو والكبينيت الإسرائيلي في لبنان لا يعني وقف مخطط “إسرائيل” من محاولات إلى نقل صراع داخلي بين اللبنانيين، ولكن فإن الحوارات الوطنية اللبنانية سوف تفشل هذه الأهداف الخبيثة” لإسرائيل”.