نتنياهو وترامب يمهّدان الطريق إلى “نصر مثالي”

المصدر: القناة ١٢ العبرية
بقلم: يوسي شاين

وصل رئيس الوزراء نتنياهو إلى واشنطن. وقد جرى إعداد الديكور والرسائل للقاء الرئيس الأميركي مسبقاً، والجميع يأمل بألّا تحدث أيّ أخطاء. حتى البيان الصحافي كُتب مسبقاً. ترامب ونتنياهو يدخلان إلى اللقاء الاحتفالي كالفائزَين الكبيرَين في الشرق الأوسط والغرب. “لقد قضينا على النووي الإيراني،” وأنقذنا العالم من كارثة – مثلما وعد،  وهذا لم يفعله أيّ رئيس من الرؤساء السابقين، سواء أكان من الديمقراطيين، أو الجمهوريين.

ستكون المنصة الكبيرة للرئيس ترامب طبعاً. نتنياهو سيُساعد في تصويره كمخلّص العالم الذي صنع التاريخ في محاربة قوى الشر. إلى جانبه، سيرتدي ترامب أيضاً قبعة صانع السلام ومُنهي الحروب. وجائزة نوبل للسلام باتت على الأبواب.
نتنياهو الذي يرغب في أن يكون تشرشل، ولو الصغير، يتنفس هواء القمم. لقد اتّخذ قراراً مصيرياً بشأن مهاجمة الإيرانيين، وراعيه الأميركي سيدعمه ويمنحه المنصة كمنقذٍ لليهود وقاهر “الإرهابيين” والإسلاميين. إن الترحيب والدعم اللذين سيحصل عليهما رئيس الحكومة سيكملان دائرة حياة. من وجهة نظره، هذا لن يخفف فقط من إخفاق 7 أكتوبر، بل أيضاً من انتقادات الأوساط الليبرالية والتقدمية التي تتهمه بـ”الإبادة الجماعية” و”جرائم الحرب” في غزة. بالنسبة إلى الليبراليين في الولايات المتحدة وأوروبا، طبعاً، القضية الإيرانية ثانوية، أمّا الوضع في غزة، فهو الذي يحتل العناوين.  ومن دون هزيمة التقدميين، لن يكون النصر كاملاً.

إن الرسالة المشتركة التي ستتردد في البيت الأبيض هي أن إسرائيل تُساعد الولايات المتحدة والغرب في القضاء على تهديد الحضارة، وأن الحفاظ على وجود الشعب اليهودي هو تنفيذ للوصية “لن تحدث محرقة أُخرى إطلاقاً”. سيتم تقديم نتنياهو كقائدٍ منع محرقة جديدة، وذلك في الاجتماع المخطط له مع قادة من اليهود. هل تذكرون أنه خلال حملة انتخابات 2024، وفي مناظرة تلفزيونية مع كامالا هاريس، قال ترامب: “إذا لم أُنتخب، فستُدمَّر إسرائيل خلال عامين؟” وها نحن صمدنا بفضله، والجميع يتوقع أن يُعلن الزعيمان أيضاً إطلاق سراح الرهائن، فهم أيضاً “نجوا” بفضل ترامب ونتنياهو.

زعيمان مهووسان بمكانتهما في التاريخ
تنشر الإدارة في واشنطن التفاؤل على ثلاث جبهات: غزة، إيران، وتوسيع دائرة السلام الإقليمي. وطبعاً، بالنسبة إلى نتنياهو، ترتبط نهاية الحروب أيضاً بنهاية معاركه القضائية. ترامب يدعو إلى إلغاء محاكمة “رئيس الوزراء البطل”، وإذا سار كل شيء بحسب الخطة، فسيستمر الرئيس الأميركي في الضغط على الرئيس هرتسوغ لمنح نتنياهو عفواً.
في يوم الجمعة الماضي، احتفلت أميركا بيوم استقلالها الـ249. بدأ ترامب يُخطط فعلاً لاحتفالات اليوبيل الربع مليون العام المقبل.
خلال حفل الاستقبال في البيت الأبيض، وقّع الرئيس ترامب قانون الميزانية الضخمة التي أقرّها الجمهوريون في الكونغرس، وفي اليوم نفسه، صرّح رئيس الكونغرس بأنها “ميزانية تاريخية”. وبحسب قوله، “نحن في عصر الانتصارات،” وذلك بفضل الزعيم ترامب. وفي اللحظة نفسها، حلّقت طائرات عسكرية فوق البيت الأبيض، بقيادة قاذفة B2 الرهيبة التي قصفت منشأة فوردو، ترافقها طائرتان من طراز F-35.
احتفل الأميركيون بالرابع من تموز/يوليو بالألعاب النارية. ووصَف الرئيس ذلك بالقول: “أفضل أسبوعين لأميركا”. صرخ المؤيدون: “الإمبراطورية عادت”، حتى جاءت عاصفة مطرية عنيفة في تكساس فجراً، وأغرقت عشرات الفتيات في مخيم صيفي، الأمر الذي أدى إلى موتهم في فيضان رهيب. فتحولت عناوين الاحتفال إلى حداد وطني.
حتى المتهكّمين يجب أن يعترفوا بأن ترامب يدخل إلى الاجتماع، حاملاً أعمالاً وإنجازات دولية كبيرة، وإن كانت الطريق مليئة بالجنون والإضرار بالمؤسسات المهمة. في النهاية، الصور هي الحاسمة، ومعناها أيضاً.

يكتبون سيناريو نهاية الحرب
نظراً إلى أن الإنجاز الكبير بتدمير المنشآت النووية بات موضع شك من جانب الصحافيين و”الكذابين في الـCNN” – حسبما يسمّيهم أنصار الرئيس – فإن ترامب يُدرك ضرورة صوغ الخطاب والصور بعناية. فهو ملك الإعلام والتغريدات. ونتنياهو أيضاً بارع في ذلك. لقد أعدّ صُوره الخاصة قبيل الرحلة الكبيرة. قبل السفر، زار نتنياهو مستوطنة نير عوز، بعد أن غاب عنها 21 شهراً ليتجنب مواجهة “مذبحة” 7 أكتوبر. الآن، وفي محاولة لمحو العار، ظهر نتنياهو مع وعود بإعادة الإعمار.
يركّز نتنياهو على كتابة التاريخ. “أنا ابن مؤرخ”، يشدد، “وأنا أكتب الفصل المنتصر من الهيكل الثالث.” قال أرييه درعي إن 7 أكتوبر هو فعلاً معجزة إلهية. “في لحظة صغيرة تركنا الله،” قال زعيم شاس، وأضاف: “ثم حقق الله معجزة أُخرى – انتخاب ترامب”.