السياسي – كفاح حركات الاحتجاج والمعارضة البرلمانية ضد الحكومة يتركز اليوم على تقديم موعدالانتخابات. أما الحافز فتمنحه لها حكومة تنقض مثل مصابة بالصرع على كل منظومة ما زالت تؤدي مهامها. كل يوم يمر علينا مع هذه الحكومة يلحق أضراراً عظيمة، لكن في المدى القصير يمكن إصلاحها، وإذا ما قدم موعد الانتخابات وقامت حكومة تغيير فستضطر إلى الخضوع في غضون بضعة أشهر لإملاء العالم، وللانسحاب من لبنان وسوريا وفتح شق لمحادثات على مستقبل الضفة. المصلحة السياسية القومية تستوجب أن تأكل حكومة نتنياهو ما طبخته. يحظر السماح لها بإدارة كفاح معارض مجنون وخطير من الخارج. فقدر أكثر مما ينبغي من البن غفيريين الصغار يتسكعون هناك في الخارج، ويفترض أن يتلقوا الضربة من حكومتهم.
لمواصلة ولاية حكومة نتنياهو معنى وأهمية في كونها حكومة الاستسلام والانسحاب من لبنان وسوريا ومن القطاع، ولكونها المسؤولة عن الانتفاضة بسبب ما تفعله في الضفة. نتنياهو وشركاؤه يخوضون حروب استنزاف بكل أنواع الهجمات البطولية خلف خطوط العدو والأحداث المحلية. والحيلة هذه يفترض أن تبقي الجمهور على أطراف أصابعه وتعزز وضعاً قتالياً تمرر تحت رعايته قوانين الانقلاب القضائي والنظامي. الحقيقة، حتى حكومة التغيير هي مرحلة انتقالية. تغيير الحكومة اليوم ليس تغيير بطارية، بل كل المحرك. في هذه الأثناء يديرنا أناس أشرار يحولون محيطهم اليميني إلى أكثر شراً. كثير من الناس العاديين، أي الأخيار، يميلون يميناً بسبب ضعف العقل وليس بسبب شرانية القلب التي يتميز بها قسم كبير من المتفرغين اليمينيين الصارخين. حملات تأثير بأسلوب “تهديد وجودي تستغل في صالح القبول لأفعال شريرة، وتلاعبات كهذه أو تلك. يدور الحديث عن معركة كاملة 24/7، بمعونة صفحات رسائل، وصحف مجندة، ومؤثرين وتسويق سياسة وفقاً لمزايا الطرائد. طريقة العمل لا تتوقع فقط تأييداً لخطوة معينة، بل إحاطة الطرائد بالشبكات تمهيداً للانتخابات.
بالتوازي، يجري صيد نفوس تائهة في القطاع الليبرالي بواسطة مناورة الرسمي العتيقة للقومجيين المسيحانيين منذ عهد الحاخام كوك الأب: حية معاً مصطنعة لإخفاء نوايا السيطرة. نتنياهو وسموتريتش يقتطعان من ميزانية إعمار الغلاف ويضخان المال إلى المستوطنات ذاك المال الذي في قسم منه يمول المستوطنين الذين يأتون للمساعدة وللانخراط في إعمار الغلاف. وفي واقع الأمر، للسيطرة. مجرد معركة لـ إخوة السلاح، الذين يأتون للمساعدة وتشهر بهم حكومة المستوطنين كخونة. في الشمال والجنوب على حد سواء، يحتاج السكان إلى كل فتات دعم يمكنهم أن يضعوا أيديهم عليه للعودة إلى الحياة. أما
الموافقة على مساعدة استيطانية لانعدام البديل – نعم، لكن فقط في إطار احترمه وشك فيه واطرده في أول فرصة.
لا يوجد سبيل في العالم يرتبط فيه الوسط الليبرالي – الديمقراطي ذهنياً وأيديولوجياً بالوسط اليميني عامة وبالحريدي القومي خاصة. ثمة نقاط اتصال رابطة بمفاهيم صيانة الدولة لأغراض إعطاء خدمات لمواطنيها، لكن لا توجد إمكانية للشراكة في إدارة الدولة حين يمص الائتلاف الحالي ضرع الوسط الليبرالي – الديمقراطي.
ران ادليست
معاريف 24/12/2025









