نتنياهو وصهيونية هرتزل

د.صالح الشقاوي**

الصهيونية حركة عودة اليهود إلى فلسطين بعد اقتلاع وطرد وتشريد شعبها الفلسطيني اعتمادا ع القتل والإرهاب والمجازر اسلوبا
فالمجزرة سر النكبة وصانعة البقاء والانتصار الصهيوني، وهي من اقامت اسرائيل، ففلسفة الترانسفير النتنياهية التي يمارسها اليوم في غزة والضفة هي امتداد لفلسفة الترانسفير لما اسماه الصهاينة بالامس بالترانسفير الاستقلال ، فالهاجس الديموغرافي يطارد العقل الصهيوني في كل مكان وزمان..لذا ففي وثيقة هرتزيليا” مؤتمر ميزان الساعة الأمن الوطني الاسرائيلي” طالبت تلميحا وليس تصريحا بضرورة إجراء الترانسفير كأداة لتفريغ الجغرافيا ..وتبيضها. من دبق اهل كنعان الذي لا يعرف الانحلال والحلول.
خاصة وان الفلسطيني فرض رؤيته ومفاهيمة وادواته في معركة الديموغرافيا وانتظر فيها ،ففي اخر إحصاء أجراه معهد التكنولوجيا الانثروبولوجية أكد ان التكاثر الفلسطيني داخل إسرائيلية إلى معدل 5.6 مولود للمرأة الفلسطينية الواحدة ، مقابل 1.8.للمرأة اليهودية وهذا يعني ان واحد من كل ثلاثة يهود هو فلسطيني عربي. لذا ليس غريبا ان يصل عدد أبناء الشعب الفلسطيني اليوم ومعهم فلسطيني الثماني والأربعون إلى سبعة ملاين فرد يساون ديموغرافيا عدد يهود إسرائيل، كذلك يجدر بي كباحث فلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، وخبير اكاديمى وعسكري ان أؤكد أيضا ان عدد فلسطيني الشتات الذين طردوا من أرضهم وقراهم ومدنهم بفعل ونتيجة ارتكاب العصابات الصهيونية لأكثر من 52 مجزرة ومذبحة ” دير ياسين ، قبية ، الطنطوره، كفرقاسم” وصل إلى اكثر من ثمانية ملاين فلسطيني ..وهذا يساوي بل يزيد عن عدد يهود الدياسبورا ..وبالمناسبة فمصطلح الدياسبورا اليهودي يختلف بالدرجة والماهية عن الدياسبورا الفلسطيني ..كيف..اليهود طردوا وشتتوا من فلسطين بلعنة من الله وغضبا منه عليهم لأنهم عصوه وتحدوه في أكثر من واقعة ..قديما عصيان موسى والتمر عليه في وادي يتم من قبل يوشع بن نون الذي انقلب عليه عسكريا ورفض انتظار امر الرب بدخول ارض فلسطين ..أما حديثا فهو عصيان هرتزل ورفضه الانتظار لحين صدور امر الرب بعودتهم إلى فلسطين.. وقام بإنزال الماشيح المنتظر وضعيا وأسس الصهيونية التي قالت ان اليهود شعب وأمة يجب أن يعود الى وطنه الذي مازال ينتظر عودته ، بعد ان سلب التاريخ من سيرورته الزمانية ، وتوقف في بابل …هناك غير مجراه من جديد ليخلق شعبا ويؤسس عودة وينتظر مخلصا …أما شتاتنا الفلسطيني المعاصر والتي وصلت ذروته الاجتماعية في 1948..بعد ان نجحت عصابات شتيرن والارغون والهاغانا.في تقطيع اواصل البقاء الوطني الفلسطيني وتمزيق جسدنا الديموغرافي اربا اربا..وتوزيع لحمنا على جغرافية عروبتنا
فقد حدث نتيجة قتل وتدمير وارهاب صهيوني وليس كما تدعي الرواية الإسرائيلية الحديثة والمعاصرة بأننا تركنا وطننا وبيتنا وارضنا استجابة لنداءات القادة العرب الذين طالبونا بالاخلاء لنفسح لهم المجال بالقضاء ع الوجود العسكري الصهيوني بجيشه وعصاباتة ومستوطنية نعم نحن ننتصر ولا نهزم ونبتكر وسائل انتصارناوبقاؤنا وديمومتنا من ذاتنا فنسبة النمو الديموغرافي الفلسطيني وصلت رسميا إلى 4،5%سنويا وهي أعلى نسبةنمو سكاني في العالم، وهذا ما يوضع إسرائيل في تحدي ومعركة ديموغرافية استراتيجية
وهذا ما جعل نتنياهو اليوم يجد د أركان ورغبات وأهداف ووظائف فكرة الترانسفير الهرتزلي بوسائل مستحدثة و حديثة..بعد ان اختار معركة الصبح…اي كبح جماح هذا التزايد الديموغرافي الفلسطيني..ضمن وعيه ان استراتيجية الصبح والمواجهة يستوجبان سياسة افراغية صهيونية قوية ذات مسارين إفراغ وتأجير فلسطيني من المكان وعن المكان يوازيها ويساويها إحضار مهاجرين صهاينة جدد قد يصل عددهم إلى المليون مهاجر ..علما ان نتائج حرب الصهاينة ضد غزة وضد الضفة كانت وبال متدحرج ع الفكر الترانسفيري الصهيوني الذي يقودة نتنياهو ..فلا هجرة ولا ترانسفير
فالشعب الفلسطيني تعلم من نكبته
.بعد ان دفع ثمنا باهظا
..وتأكد ان لاقيمة وجودي للفرد الفلسطيني الا في أحضان وطنه وفوق أرضه خاصة وان عليها كان في غزة او الضفة مقاومة ترعاه وتحرس وجوده وتمنع عصابات الجيش من العبث في الديموغرافيا الفلسطينية ، فقد اقسم الفلسطيني الا يرحل عن أرضه إلى إلى أحضان التراب ..قائلا بأعلى صوته..أما النصر او الشهادة فلا منطقة وسطى بينهما..لا خيار بين الجنة والنار .

**
اكاديمي وجنرال متقاعد
وخبير استراتيجي في الشؤون الصهيونية

شاهد أيضاً