السياسي – كشفت تقارير عبرية عن صدمة واسعة تعيشها مختلف الأوساط السياسية في إسرائيل وعلى رأسها نتنياهو، الذي تفاجأ كغيره بمفاوضات جرت خلف الستار وكان هو آخر من يعلم بشأنها.
وأعلنت إسرائيل أنها علمت بصفقة ألكسندر بجهد استخباراتي، ولم تكن طرفًا في التفاوض ولم يطلب منها المقابل المعهود هذه المرة، حيث قررت حماس إطلاق سراحه بالمجان، وهو ما زاد صدمة نتنياهو وحكومته اليمينية.
صحيفة “معاريف” العبرية قالت إن خطوة حماس غير الاعتيادية أثارت العديد من التقديرات حول الدوافع وراءها وتداعياتها الإقليمية.
وفي رد فعل مباشر أعلن مكتب نتنياهو أن المفاوضات حول الرهائن ستجري “تحت النار”، رافضًا وقف الحرب تحت أي ظرف.
ونقلت الصحيفة عن مكتب نتنياهو قوله إن “الإفراج المتوقع عن عيدان أصبح ممكنًا بفضل السياسة الحازمة التي قدناها بدعم ترامب، والضغط العسكري الذي مارسه الجنود في غزة”، مؤكدًا أن إسرائيل لم تلتزم بأي وقف للقتال أو الإفراج عن أسرى، بل فقط ممر آمن يتيح رحيل عيدان”.
في المقابل، قال يائير لابيد زعيم المعارضة إن”التقارير حول وجود اتصالات مباشرة بين حماس والولايات المتحدة تعد فشلًا دبلوماسيًّا مدوّيًا لحكومة إسرائيل ورئيسها”.
بدوره قال يائير غولان زعيم حزب “العمل” إن “حقيقة أن عيدان ألكسندر، ولحسن حظه، ولد وهو يحمل الجنسية الأمريكية، هي بحد ذاتها عار وخزي. إنها فضيحة لدولة إسرائيل”.
وأضاف: “لا أجد كلمات لأعبّر عن الصدمة العميقة من واقع أن جنديًّا في خدمة الجيش الإسرائيلي تُرك لمصيره من قبل حكومة إسرائيل، واضطر إلى الاعتماد على الرئيس الأمريكي من أجل أن يُفرج عنه”.
نتنياهو وائتلافه اليميني المتطرف كان تعرَّض لضربة قوية، قبل أيام، حين أعلن ترامب من جانب واحد التوصل لاتفاق مع الحوثي وتعليق الضربات الأمريكية ضد الميليشيا في اليمن.
ترامب فاجأ إسرائيل ونتنياهو بإعلان التوصل لاتفاق بوساطة عمانية، بعيدًا عن إسرائيل، وهو ما فجر تساؤلات عديدة عن تغير منهجية ترامب مع نتنياهو.
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر علق على ذلك حينها بالقول: “لم نتلق من الإدارة الأمريكية إخطارًا مسبقًا بأي اتفاق بين ترامب وأي طرف خاصة الحوثي. ولكن إدارة ترامب تقدم لنا كل الدعم”.
وأضاف متسائلًا: “لكن هل نتفق في كل شيء؟ لا، ولا نتوقع أن نتفق على كل شيء. ترامب لا يعمل لصالحنا، بل لصالح الولايات المتحدة”.