السياسي – سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إلى الرد على تسريبات من تحقيق للجيش الإسرائيلي يتهم مكتبه بعدم الاستجابة لتحذيرات سبقت هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقال مكتب نتنياهو إن “المكالمة الهاتفية الأولى التي تلقاها رئيس الوزراء بشأن هجوم حماس في الـ7 من أكتوبر وصلت في الساعة الـ06:29 صباحًا من سكرتيره العسكري مع اندلاع الهجوم”، مؤكدًا أن “الهجوم ما كان لِيحدث بهذا الشكل لو وصلت معلومات مبكرة بشأنه”.
وسادت حالة من الجدل في إسرائيل، بعد تسريبات نشرتها صحيفة “يديعوت أحرنوت” نقلًا عن تحقيق للجيش، يؤكد تلقي مكتب رئيس الوزراء سلسلة من التحذيرات حول مؤشرات “مثيرة للقلق” في الليلة التي سبقت الهجوم.
يكشف التحقيق أن بعض هذه المعلومات نُقلت إلى مقر الأمن القومي، الذي يُعد جزءًا من مكتب رئيس الوزراء.
كما نُقلت إلى ضابط المخابرات في المكتب، وهو من أكثر الأشخاص الذين يثق بهم نتنياهو، وكان يتلقى التحديثات عبر اتصالات مشفرة ومكالمات هاتفية من مركز عمليات قسم الأبحاث في المخابرات الحربية “أمان”.
ووفق التحقيق، قام مكتب رئيس الأركان بتوزيع المعلومات في مجموعة على تطبيق شبيه بـ”الواتساب” عبر هواتف خليوية مشفرة، حيث كان يوجَد العديد من كبار أعضاء المؤسسة الأمنية، بمن في ذلك العقيد س، ضابط المخابرات التابع لمكتب رئيس الوزراء.
ووردت معلومات من مصادر أخرى تفيد بأن القيادة العسكرية العليا لحماس انتقلت إلى المناطق المحمية لأغراض الطوارئ، وهو ما اعتُبر إشارة إلى احتمالية اقتراب هجوم، وفق الصحيفة.
ومع ذلك، اعتقد مسؤولو المخابرات، وفي مقدمتهم ضابط استخبارات القيادة الجنوبية المسؤول عن جمع البيانات، وقتئذ أن هذا ليس هجومًا شاملًا من قبل حماس، بل ربما تدريب أو استعدادات لرد إسرائيلي محتمل، أو عملية محدودة عبر الحدود بهدف اختطاف جنود أو مدنيين.
وكان من بين المؤشرات غير التقليدية التي رُصدت في الرسائل، وفق التحقيق، أن النوافذ في مناطق معينة من غزة عُتِّمت، وهو إجراء غير معتاد، لكن سبق لحماس أن نفذته في العام الماضي.
وتحقق الشرطة، بحسب الإعلام العبري، في تفاصيل المحادثات التي جرت صباح السابع من أكتوبر بين نتنياهو وسكرتيره العسكري، بعد أن اشتكى الأخير إلى المدعي العام الإسرائيلي من أن وقت ومحتوى المحادثات دُوِّنَا بشكل مغاير لِما حدث فعلًا.
وأوضحت الموظفة التي جمعت السجلات بأنها تصرفت بناء على أمر من مسؤول رفيع في المكتب.
ويؤكد ضابط المخابرات في مكتب نتنياهو، أنه تلقى المعلومات قبيل الفجر، وحاول الاتصال بعدد من المسؤولين في المكتب بلا جدوى.
