نجل آلان ديلون يفضح الوجه الخفي لوالده..عنيف ومخيف ومهووس

السياسي -متابعات

كشف ألان-فابيان ديلون، نجل الممثل الفرنسي الشهير آلان ديلون، عن تفاصيل صادمة من حياة والده الشخصية، متهماً إياه بالعنف والاضطراب النفسي، وذلك في كتاب جديد صدر بعد عام من وفاته.

وفي صفحات الكتاب، الذي حمل عنوان “الأيام الأخيرة للساموراي”، تحدث ألان-فابيان عن وجه آخر لأسطورة السينما الفرنسية، بعيداً عن الأضواء والكاميرات، حيث سرد وقائع قاسية من العنف الأسري، والتهديدات، والهوس بالأسلحة، التي عاشها داخل جدران منزل العائلة.

ورسم الكتاب الذي أعدّه صحفيان استقصائيان فرنسيان هما لورانس بيو وفرانسوا فينول صورة مغايرة لما عُرف عن النجم السينمائي الراحل، الذي توفي في أغسطس (آب) 2024 عن 88 عاماً بعد صراع مع السرطان، فبينما كان يُحتفى بآلان ديلون كرمز للجاذبية في السينما الأوروبية، تبرز في الشهادات الموجودة بالكتاب صورة رجل متقلب، وعنيف، ومهووس بالسيطرة.

وبحسب روايات ألان-فابيان، فإن ديلون اعتدى جسدياً على والدته، عارضة الأزياء الهولندية روزالي فان بريمن، ما أدى إلى كسر أنفها مرتين وثماني من ضلوعها خلال علاقة استمرت 14 عاماً. كما تحدث الابن عن معاملة قاسية تعرض لها شخصياً، وصلت إلى حد حبسه في قفص مع الكلاب، في محاولة لتقويته نفسياً، على حد وصف الأب آنذاك.

العنف طال أيضاً هيرومي رولان، الشريكة اليابانية التي عاشت مع آلان ديلون لسنوات، حيث يقول ألان-فابيان إنها تعرّضت للاعتداء المتكرر، بل وتم تهديدها بالسلاح، فمثلاً شهادتها في محضر للشرطة تُظهر تعرضها للركل والخنق والتهديد بإطلاق النار، وهو ما أكده شهود رأوا آثار الضرب على وجهها.

ومن الجوانب الصادمة في الكتاب، الإشارة إلى الهوس المتزايد لدى آلان ديلون بالأسلحة، إذ احتفظ بمسدس محشو تحت وسادته حتى في سنواته الأخيرة. وخلال مداهمة أمنية في فبراير (شباط) 2024، صادرت الشرطة 72 قطعة سلاح وأكثر من 3 آلاف طلقة من منزله في “دوشي”.

وفي إحدى الحوادث، أطلق سلاحاً نارياً عن طريق الخطأ داخل غرفته، واخترقت الرصاصة وسادته واستقرت في الحائط.

على صعيد آخر، تصاعد الصراع العائلي مع تدهور حالته الصحية بعد إصابته بجلطة دماغية في عام 2019، وشهد قصر العائلة في “دوشي” خلافات حادة بين الأبناء الثلاثة: أنتوني، ألان-فابيان، وأنوشكا، حول إدارة حياة والدهم وشؤونه الطبية والمادية، ووصلت الخلافات إلى وسائل الإعلام ومنصات التواصل، حيث تبادل الأشقاء الاتهامات علناً، ونشر أحدهم تسجيلًا سرياً للآخر.

وفي خضم هذا التوتر، أُبعدت هيرومي رولان، الشريكة اليابانية للنجم الراحل، من المنزل في يوليو (تموز) 2023، وأبلغت السلطات بأن ممتلكاتها أُحرقت، وأنها لم تُمنح فرصة لتوديع آلان ديلون، وظلّت تطالب بالاعتراف بعلاقتها به، رغم إنكار أبنائه، باستثناء ألان-فابيان، الذي وصفها قائلاً: “كانت شريكة حياة والدي.. كانا يعيشان معاً، وكنت أراها دائماً هناك”.

اللافت أن حياة آلان ديلون لم تكن خالية من الجدل حتى قبل سنواته الأخيرة، فقد تورّط في الستينيات في فضيحة بعد مقتل حارسه الشخصي، وسط اتهامات بضلوعه في حفلات خاصة موثقة بكاميرات سرية، ورغم نفيه المستمر، ظل اسمه مرتبطاً بعالم النفوذ والعلاقات المعقدة.

كذلك ظل يرفض الاعتراف بابنه غير الشرعي آري بولوني، الذي تبنته عائلة ديلون وتوفي في 2023 دون أن يحصل على اعتراف رسمي من والده.

وبعد وفاة آلان ديلون، دخلت العائلة في دوامة من الجدل حول الإرث المقدّر بأكثر من 42 مليون جنيه إسترليني، وكشف محامي الابنة أنوشكا أنها ستحصل على 50% من التركة، بينما سيحصل كل من ألان-فابيان وأنتوني على 25%، مع احتمال رفع دعاوى جديدة من قبل أبناء آري بولوني للمطالبة بحصصهم.

ورغم وجود إشادات رسمية بالفنان الراحل، بما في ذلك تصريحات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووصفه بأنه “رمز وطني”، فإن ما كُشف في الكتاب سلّط الضوء على الوجه الآخر لحياة آلان ديلون بعيداً عن الكاميرات، وكيف كانت حياة مليئة بالعنف، والخوف، والصراعات العائلية التي ظلت طي الكتمان لسنوات.