السياسي – هذا الأسبوع، بتأخير أشهر طويلة، فعل غانتس وآيزنكوت الأمر الصائب: توقفا عن منح شرعية وأنبوب أوكسجين للحكومة الفاشلة، الأكثر خطورة وتطرفاً في تاريخ الدولة. مع انسحابهما، بانتظار غانتس وآيزنكوت تحد أكبر بكثير من الجلوس في الحكومة والكابنت الأمني، إذ كانت الدفة بيد نتنياهو حتى الآن، أما الآن فيجب أن تنتقل إليهما، من أجل وجود، مكانة، وأمن، واقتصاد، وطابع، وجوهر ومستقبل إسرائيل.
الدولة في عملية انهيار مخيفة، سريعة وغير مسبوقة، في كل ساحة محلية ودولية، والتاريخ وضع غانتس وآيزنكوت في مركز هذه اللحظة. لكن قبل أن يتمكنا من طرح مستقبل آخر، عليهما أولاً أن يودعا تطلعهما إلى رسمية فارغة ولا معنى لها، غايتها غمز المجتمع الإسرائيلي في كل صوب وفي صيانة فقاعة المقاعد الوهمية. فالرسمية لا تخدم الكفاح عديم الأهمية في سبيل “مقاطع سوق” داخل الكتلة المعارضة لحكومة نتنياهو التدميرية. الديمقراطية والليبرالية قيمتان مهمتان تختبر فيهما دولة إسرائيل، وفي ضوئهما تستمر.
بداية، يختبر الزعيم في قدرته على قيادة رجاله إلى شاطئ أمان لا أن يستسلم لاعتبارات منفعية ضيقة. غير أن إسرائيل تبتعد منذ بضعة أشهر عن هذا الشاطئ بوتيرة مخيفة، ومصير المخطوفين يشطب عن جدول الأعمال باسم قدسية الموت لدى المسيحانيين.
ثانياً، على غانتس وآيزنكوت الخروج إلى الشوارع والبقاء فيها إلى حين استبدال الحكم وإبداء الحضور في أقاليم البلاد التي تركها نتنياهو لمصيرها. عليهم أن يقفا مع الجمهور أمام سيارات المياه العادمة والدفاع عن المواطنين في وجه ميليشيات بن غفير. ولوضع حد لحكومة 7 أكتوبر، على غانتس وآيزنكوت أن ينضما للكفاح في الميدان: على الشاطئ في قيساريا، على مسار الإقلاع أمام “جناح صهيوني”، حول الكنيست، حيث ميدان المعركة الحقيقي.
وثالثاً، عليهما عرض رؤية لليوم التالي لنتنياهو وحكومته الرهيبة. حان الوقت للقيادة من الداخل، في رأس المعسكر وليس من خلفه. يجدر بهما وضع الخوف من الاستطلاعات والتوقف عن فحص تجاه الريح دائماً.
حانت ساعة رئيسي الأركان السابقين للإمساك بالخيوط وتطوير عمود فقري فكري واضح، بديل حقيقي لإسرائيل. مهمتهما الآن هي قيادة الشعب وليس مواصلة المناورات التكتيكية؛ لأن نتنياهو خبير في المعارك لكنه فاشل في قيادة الجمهور كله. الزمن قصير والأضرار كثيرة. إسرائيل تنزف قتلى في غزة، وتقف قفراء في أقاليم البلاد، وتآكلت مكانتها في العالم بسرعة. ينبغي إعادة المخطوفين، وإنهاء الحرب والسعي إلى تسوية مع الفلسطينيين حسب مقترح الولايات المتحدة، بما في ذلك التطبيع مع السعودية والعودة إلى مسار سياسي مع السلطة الفلسطينية حسب مخطط الدولتين. هذا هو وقت التسامي إلى عظمة الساعة، وقت الزعماء الحقيقيين.
بقلم: أسرة التحرير
هآرتس 13/6/2024