نشطاء أسطول الصمود يدلون بشهاداتهم في محكمة غزة

السياسي – شهدت أعمال اليوم الثالث من الجلسة الختامية لـ”محكمة غزة” الرمزية في إسطنبول، السبت، جلسة جانبية تحدث فيها ناشطون من “أسطول الصمود” عن تجاربهم خلال محاولتهم كسر الحصار الإسرائيلي عن غزة.

و”محكمة غزة” مبادرة دولية مستقلة، أسسها في العاصمة البريطانية لندن في نوفمبر 2024، أكاديميون ومثقفون ومدافعون عن حقوق الإنسان وممثلو منظمات مدنية، بسبب “إخفاق المجتمع الدولي تماما في تطبيق القانون الدولي بقطاع غزة”.

وعقدت أعمال اليوم الثالث للجلسة الختامية في قاعة “جميل بيرسل” بجامعة إسطنبول، برئاسة المقرر الأممي السابق المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة البروفيسور ريتشارد فولك، وتناولت قضايا “التواطؤ والنظام الدولي والمقاومة والتضامن”.

وضمن الأنشطة الجانبية، أقيمت جلسة حملت اسم “أسطولي الصمود والحرية – أصوات الناشطين”، تحدث فيها ناشطون كانوا على متن سفن ضمن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، التي احتجزتها إسرائيل بشكل غير قانوني واعتقلت الناشطين على متنها مطلع أكتوبر الحالي.

وفي 1 أكتوبر الجاري هاجم الجيش الإسرائيلي 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقل مئات الناشطين الدوليين على متنها، ونقلهم إلى سجن كتسيعوت، قبل البدء بترحيلهم في الثالث من الشهر.

كما هاجم الجيش الإسرائيلي في 8 أكتوبر الحالي، 11 سفينة ضمن أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، واعتقلت ناشطين على متنها، ورحلتهم إلى بلدانهم.

وقالت سمية سناء ​​بولات، إحدى ناشطات أسطول الصمود العالمي، التي عادت إلى تركيا بعد أن هاجمتها إسرائيل واحتجزتها في المياه الدولية، إن عملهم كان مهما للغاية لأنها رحلة شارك فيها أفراد من جميع أنحاء العالم.

وأوضحت بولات أنهم اضطروا إلى تنظيم أسطول الصمود العالمي لأن الدول لم تقم بدورها لإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، وأضافت: “لقد هددتنا إسرائيل مرارا في بداية رحلتنا”.

وتابعت: “لا ينبغي أن تقتصر المقاومة المدنية ضد إسرائيل فحسب، بل يجب أن تستمر تجاه الدول المتواطئة أيضا. فعندما ننظر إلى الأمم المتحدة، نرى أنه لا يحدث أي تقدم (على الأرض) إذا رفضت الدول الخمس الدائمة العضوية (بمجلس الأمن الدولي) قبول أي شيء”.

وأشارت الناشطة إلى أن إسرائيل تقتل المدنيين دون ردع، متحدية العالم برمته، مؤكدة شهادتها على كل أصناف الموت التي تطال الأطفال في غزة.

بدورها، أشارت الناشطة ياسمين أجار، التي كانت على متن سفينة مادلين التي انطلقت من ميناء كاتانيا الإيطالي، إلى أهمية التضامن بين البشر أمام المآسي.

وقالت: “عندما يتحد الناس، لا يهم العرق أو الدين أو أي شيء آخر. فغزة ليست قضيتي، بل قضية الإنسانية ولهذا السبب انطلقنا في سفن أسطول الصمود إلى غزة”.

وشددت على ضرورة عدم السكوت عن الظلم في غزة، وأهمية الانتفاض ضده، مضيفة: “أطفال غزة إخوتي وأخواتي، وأمهاتهم أمهاتي. يجب أن نواصل المقاومة برفع صوتنا عاليا”.

من جهته، قال الناشط مجيد بهجيفان، إنهم تعرضوا لهجمات بطائرات بدون طيار أثناء رحلتهم البحرية لكسر الحصار عن غزة، وأن بعض الأشخاص أصيبوا نتيجة الهجوم.

وأشار بهجيفان إلى اعتقال ناشطين على سفن أسطول الصمود العالمي، مؤكدا أن جنودا إسرائيليين قالوا لهم مرارا أثناء اعتقاله مع ناشطين بأنهم “يكرهون الأتراك”.

أما الناشط محمد فاتح سنان فقال إنه انضم لأسطول الصمود العالمي، لأن فلسطين كانت دائما حاضرة في تفاصيل حياته.

وأكد سنان استعداده للانضمام لمبادرات جديدة على غرار أسطول الصمود العالمي.

ولفت إلى أنه كان هناك فلسطينيون في السجن الذي اعتقلوا فيه، و”لربما كان بعضهم سجينا فيه منذ عشر سنوات أو عشرين سنة”.

الجلسات الختامية لـ”محكمة غزة” الرمزية في إسطنبول، انطلقت الخميس، ومن المرتقب أن تعلن قرارها الأحد.