نظام غذائي صحي يضاعف تركيز الطلاب قبل بدء العام الدراسي

السياسي –

مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد تستعد الأسر لعودة الطلاب إلى مقاعدهم الدراسية، حيث لا يقتصر التحضير على شراء الأدوات والكتب فقط، بل يمتد ليشمل الاهتمام بصحة الأبناء وتغذيتهم، باعتبارها الأساس في التركيز والتحصيل.

نظام متوازن أساس النشاط

وفي هذا السياق أكدت أخصائية التغذية الدكتورة شيماء حكيم لـ”24″ أن النظام الغذائي المتوازن هو المفتاح الأساسي لنجاح الطلاب في الدراسة، مشيرة إلى أن الاهتمام بالوجبات اليومية من الفطور حتى الوجبات الخفيفة يسهم بشكل مباشر في تحسين التركيز والنشاط، ويجنب الأطفال الشعور بالخمول والتعب خلال اليوم الدراسي.

كما شددت الدكتورة شيماء حكيم على أن وجبات الأطفال يجب أن تضم الحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل لما يحتويه من ألياف وطاقة، إلى جانب البروتينات الضرورية للنمو وبناء العضلات، والمتوفرة في البيض، الجبنة، الفول، المكسرات، الدجاج واللحوم.

وأوضحت أن الدهون الصحية، خصوصاً الغنية بأوميجا 3 مثل زيت الزيتون والمكسرات، لها دور أساسي في دعم الجهاز العصبي وزيادة التركيز.

ولفتت إلى أهمية الخضار والفاكهة باعتبارها مصادر طبيعية للفيتامينات والمعادن، مشيرة إلى ضرورة الحد من تناول الحلويات والمشروبات الغازية لما تسببه من اضطراب في مستويات الطاقة والإنسولين، ما يؤدي إلى شعور الأطفال بالخمول وربما إصابتهم بمقاومة إنسولين.

وجبات خفيفة صحية تحافظ على النشاط

أوضحت الدكتورة شيماء حكيم أن الوجبة الخفيفة السليمة تساعد الطالب على الثبات وعدم الشعور بالجوع، بشرط أن تحتوي على بروتين يرفع الإحساس بالشبع إلى جانب نشويات معقدة تمنح طاقة مستمرة.

ومن أمثلة ذلك المكسرات مع الفاكهة مثل التفاح أو الموز، أو الزبادي مع العسل أو الشوفان، أو الخضار المقطع مع الحمص المسلوق، أو ساندويتش صغير من الجبن القريش مع زيت الزيتون والخيار.

وفي المقابل، حذرت من الأطعمة الجاهزة مثل الشيبسي والبسكويت والمقرمشات لما تحتويه من دهون غير صحية ومواد حافظة تضر بجهاز الأطفال الهضمي والمناعي.

الفطور مفتاح يوم دراسي ناجح

واعتبرت الدكتورة شيماء حكيم أن وجبة الفطور هي الأهم على الإطلاق، لأنها تمد الدماغ بالطاقة اللازمة للتركيز والتحصيل.

وأوصت بأن يكون الفطور متوازناً ويحتوي على جميع العناصر الغذائية من بروتينات ونشويات صحية ودهون جيدة إلى جانب الخضار والفواكه. وقدمت مثالًا على ذلك: بيض مسلوق مع خبز الحبوب الكاملة، أو شريحة جبن، مع زبادي ومكسرات مثل اللوز أو الفول السوداني، بالإضافة إلى ثمرة خضار وأخرى من الفاكهة.

من ناحية أخرى حذرت الدكتورة حكيم من خطورة المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة على صحة الأطفال، لاحتوائها على كميات كبيرة من الكافيين والسكر، ما يؤدي إلى اضطراب النوم وزيادة القلق والتوتر، إضافة إلى مشكلات مقاومة الإنسولين وتراكم الدهون على الكبد، الأمر الذي يعرضهم لاحقاً لخطر السكري من النوع الثاني.

كما لفتت إلى أن الحلويات المصنعة تمنح طاقة مؤقتة وشعوراً زائفاً بالسعادة، يليهما خمول وتقلبات مزاجية وضعف في القدرة على التركيز، وهو ما يظهر بشكل أكبر عند الأطفال الذين يعانون من فرط النشاط وقلة الانتباه.

إعداد مسبق للطعام يحمي من الوجبات الجاهزة

اختتمت الدكتورة شيماء حكيم تصريحاتها بالتأكيد على أن التخطيط المسبق للوجبات اليومية (Meal Prep) يساعد الأسر على تقديم غذاء صحي ومتوازن للأطفال، بعيداً عن الاعتماد على الوجبات الجاهزة.

ونصحت بتقسيم الطعام إلى ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين، مع التركيز على تناول الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة لضمان حصول الجسم على الألياف ودعم صحة الجهاز الهضمي.

وأكدت على أهمية شرب كميات كافية من الماء، إلى جانب إدخال الزبادي أو الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك لتعزيز صحة الأمعاء والمناعة.