السياسي – انتقد الأمين العام لحزب الله اللبناني، نعيم قاسم، الجمعة، قرار الحكومة اللبنانية إرسال مندوب مدني إلى لجنة وقف إطلاق النار، واصفا الخطوة بأنها “تنازل مجاني” للاحتلال الإسرائيلي وانتهاك واضح للمواقف الحكومية السابقة.
وجاءت التصريحات في أعقاب إرسال كل من دولة الاحتلال ولبنان مبعوثين مدنيين إلى لجنة عسكرية تراقب وقف إطلاق النار يوم الأربعاء، مما يمثل توسعا في نطاق المحادثات بين الجانبين.
وأنشئت اللجنة المعروفة بـ”الميكانيزم” بموجب وقف إطلاق النار بين دولة الاحتلال وحزب الله، وتقوم بمراقبة تنفيذه، وتضم كلا من لبنان وفرنسا ودولة الاحتال والولايات المتحدة وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل).
قال قاسم، إن “المشاركة برئيس مدني في “الميكانيزم”، مخالف بوضوح لكل التصريحات التي كانت تقول إن إشراك أي مدني شرطه وقف الأعمال العدائية”.
وأضاف موجها كلامه للمسؤولين اللبنانيين: “كل خطوة تقدمونها لن تكون إلا جزء لا يتجزأ من مطالب إسرائيل، وما جرى سقطة إضافية تضاف إلى خطيئة قرار 5 آب/ أغسطس”. في إشارة إلى قرار الحكومة نزع سلاح الحزب.
واستدرك قاسم، قائلا: “نحن نتعاون مع الدولة اللبنانية، ونقول بأنها اختارت سلوك الدبلوماسية لإنهاء العدوان وتطبيق الاتفاق، ونحن معها في أن تستمر في هذا الاتجاه”.
وتابع: “نحن كحزب الله، قمنا بما علينا ومكّنا الدولة من فرض سيادتها في إطار الاتفاق، وتأكدوا أنهم لا يستطيعون شيئا إذا توحدنا”. محذرا من أن “التماهي مع إسرائيل يعني ثقب السفينة، وعندها سيغرق الجميع”.
وشدد على أنه “لا يستطيع أحد في العالم أن يمنعنا من قدرة الدفاع، وليجربوا بأمور أخرى وليفتشوا عن جماعات منهزمة لنقاشها في ذلك”. وقال قاسم: “لن نعير إسرائيل وأمريكا وخدامهما أهمية”، ولفت إلى أن “الأمريكيين والإسرائيليين يريدون إلغاء وجودنا، وليكن واضحا سندافع عن أنفسنا وبلدنا ولن نستسلم ولن نتراجع”.
أمين عام “حزب الله”، شدد أنه لا علاقة لـ”إسرائيل” والولايات المتحدة بالسلاح وترميم القدرة والاستراتيجية الدفاعية وعلاقة اللبنانيين ببعضهم البعض”. وأوضح ان “الحدود التي يجب أن نقف عندها في كل علاقاتنا هي حدود الاتفاق، الذي يتحدّث حصرا عن جنوب نهر الليطاني”.
ورأى أن “الاعتداءات الإسرائيلية ليست من أجل سلاح حزب الله، أو المقاومة، بل من أجل التأسيس لاحتلال تدريجي”.
وجاء تكليف الرئاسة اللبنانية السفير السابق سيمون كرم، برئاسة وفد البلاد في اجتماعات لجنة الميكانيزم، بعد تأكيد الرئيس جوزاف عون، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أنه “لا بد من التفاوض” مع إسرائيل لحلّ المشاكل “العالقة” بين الطرفين.
"المشاركة برئيس مدني في الميكانيزم مخالف بوضوح لكل التصريحات التي كانت تقول إن إشراك أي مدني شرطه وقف الأعمال العدائية، وهذه الخطوة سقطة إضافية تضاف إلى خطيئة قرار 5 آب"
الأمين العام لـ #حزب_الله الشيخ نعيم قاسم#لبنان @mayadeenlebanon pic.twitter.com/1LZy8YppBZ
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 5, 2025
واعتبرت واشنطن أن ضم شخصيات مدنية في اجتماع اللجنة يسهم في تعزيز السلام ووقف الأعمال العدائية في البلاد.
وإثر ذلك، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأربعاء الماضي، المشاركة في اجتماع مع جهات حكومية واقتصادية بلبنان، واعتبر في بيان أن “هذه محاولة أولية لإرساء أسس علاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان”.
وعلى وقع ضغوط أمريكية إسرائيلية، قررت الحكومة اللبنانية في آب/ أغسطس الماضي، تجريد “حزب الله” من سلاحه، ووضَع الجيش خطة من 5 مراحل لسحب السلاح.
لكن الحزب سارع إلى رفض الخطة، ووصف القرار بأنه “خطيئة”، وشدد على ضرورة انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.






