مع مقتل إبراهيم رئيسي، أحد أهم عناصر النظام، بدأ عهد جديد من التحولات العميقة في النظام الحاکم في إيران. كما كان أمير عباس هويدا، رئيس وزراء الشاه، رمزاً لفترة استقرار الشاه، وبإقالته انتهت تلك الفترة، كذلك كان رئيسي الورقة الأخيرة في يد خامنئي لبقاء نظامه. عهد الذهبي للخامنئی قدولی وهذا العهد الجديد مليء بالتحديات والأزمات التي قد تؤدي إلى تغييرات جوهرية في بنية ومستقبل البلاد.
محمد حسين ساعي، عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية، أقر بأن “فقدان رئيسي ليس سهلاً تعويضه” وأن البلاد تمر “بمرحلة دقيقة وتاريخية”، مما يدل على عمق الأزمة والاضطراب الداخلي في النظام. كما حذر من أن الجماعات المتنافسة في النظام يجب أن تتجنب التصرفات التخريبية، مذكراً بأن “كلنا في نفس القارب”، مما يعكس الحالة الحرجة والحساسة الحالية.
وفي السياق ذاته، أكد حسين راغفر، الخبير الاقتصادي، أن المجتمع الإيراني مستعد لاحتجاجات واسعة النطاق، وأن الحكام يجب أن يقرروا ما إذا كانوا يريدون البقاء أو السقوط. وأضاف أننا نقترب من مراحل السقوط، مما يعزز المخاوف الجدية بشأن مستقبل النظام.
حتى خامنئي اعترف بعد هلاك رئيسي قائلاً: “أشعر أنه لا يوجد تعويض. إنها خسارة كبيرة، ومصيبة عظيمة”، مما يعكس الضربة الشديدة التي تلقاها النظام بفقدان أحد أهم عناصره.
كما قارن شريعتمداري مدیرصحیفة کیهان الموالي لخامنئي هذه الفترة بوضع النظام في عام 1980، وأكد موقع خامنئي على ضرورة الاطمئنان للقوى بأن “بعد الأحداث المريرة والمحزنة مثل فقدان قاسم سليماني وفقدان رئيسي، سيخرج النظام مرفوع الرأس”. ولكن الحقيقة هي أن عهداً جديداً قد بدأ وهو مختلف تماماً عن السابق.
تتفاقم هذه التغيرات والأزمات، خاصة في وقت الانتخابات. أكد ممثل خامنئي في أردبيل، أحمد عاملي، أن “يوم الانتخابات هو يوم كتابة مصير النظام”، وأن عدم الاكتراث بذلك سيدفع النظام إلى حواف وأعماق خطيرة. كما حذر رضا رضائي، عضو البرلمان، أن الانتخابات قد تحول المجتمع إلى “بركان” و”برميل بارود”. وأشار محمد علي وكيلي، عضو البرلمان السابق، أن “أرضية لعب النظام أصبحت مستنقعاً”.
من جهة أخرى، عبر الملا کاظم صديقي عن حسرة العودة إلى عهد رئيسي قائلاً: “يجب أن تختاروا من يسير على نهج رئيسي”. ولكن الحقيقة هي أن العودة إلى عهد رئيسي ليست ممكنة لخامنئي، وكلما حاول، غرق أكثر في المستنقع.
یذکر فيما يتعلق بـ كاظم صدیقی، فهو الخطيب المؤقت لصلاة الجمعة الذي عينه خامنئي وأصر على بقائه على الرغم من كشف اختلاسات كبيرة له.
في الختام، تشير جميع الأدلة إلى أن مقتل رئيسي قد غيرت العهد وأعادت خطر الانتفاضة والسقوط إلى الواجهة. هذه الضربة ستكون لها تداعيات خاصة في الانتخابات وستواجه النظام بتحديات أكبر. وكما قال محمد حسين ساعي: “يجب أن نتذكر أن كلنا في نفس القارب”، وهذا القارب الآن في بحر هائج ومليء بالمخاطر.
*کاتب إیراني عضو المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة