نيويورك تايمز : ترامب لا يثق بأجهزة الاستخبارات الأمريكية

السياسي – لا يثق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بأجهزة الاستخبارات الأمريكية، وزادت كراهيته لهذه الأجهزة منذ أن غادر منصبه، وفق ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وحذرت الصحيفة مما قد يترتب على ذلك من عواقب خطيرة محتملة على الأمن القومي، في حال إعادة انتخاب ترامب وعودته إلى المكتب البيضاوي، لافتة إلى أن ترامب كان يتباهى بعدائه لمسؤولي المخابرات الأمريكية، ويصورهم كجزء من الدولة العميقة المسيسة التي تسعى للنيل منه، ومنذ أن غادر منصبه تطور انعدام الثقة هذا إلى عداء صريح.

وأشارت إلى أن هذا العداء نابع من اعتقاد ترامب بأنه قد تم التجسس على حملته الانتخابية في 2016 من قبل أجهزة المخابرات؛ ما دفعه إلى حث حلفائه في مجلس النواب على وأد مشروع قانون من شأنه تمديد قانون المراقبة المنتهي الصلاحية الذي يقول مسؤولو الأمن القومي إنه ضروري، لتمكينهم من جمع المعلومات حول المخابرات الأجنبية، ومحاربة الإرهاب نيابة عن الدولة.

وأفادت بأن مجلس النواب لم يوافق على التشريع، إلا بعد أن قام الجمهوريون في المجلس بمراجعته، للتأكد من أن ترامب سيحصل على فرصة أخرى لإعادة تشكيله حسب رغبته، إذا فاز بالرئاسة مرة أخرى، منوهة بأنه بعد اتهامه بالاحتفاظ بوثائق سرية بعد تركه منصبه، وعرقلة الجهود لاستعادتها، قام ترامب بترجمة غضبه إلى حجج قانونية، حيث أخبر المحكمة الفيدرالية أنه لا يوجد سبب لتصديق ما سماها “الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة” التي صدرت عن وكالة المخابرات المركزية.

مسار تصادمي

بحسب الصحيفة، فإن ترامب بات في مسار تصادمي محتمل مع مجتمع الاستخبارات داخل الولايات المتحدة، وبعد أن يتم رسميا قبول ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في يوليو/تموز، فإنه سيحق لترامب الحصول على إحاطة من مسؤولي المخابرات، وفي حال فوزه بالانتخابات، فإنه سيتولى قيادة الأجهزة الأمنية التي صورها مراراً وتكراراً على أنها عدو له وتعهد بـ “هدمها”.

ورأت أن ذلك سيتسبب بحدوث وضع معقد وربما مزعزع للاستقرار لم تشهده الولايات المتحدة من قبل، وسيكون عنوانها شكوكا عميقة وازدراء من جانب رئيس سابق، وبينما لم يضع ترامب ومستشاروه بعد أي خطط تتعلق بوكالات التجسس في البلاد، فإن احتمال عودة ترامب إلى السلطة قد ولّد ارتعاشًا واضحًا بين المسؤولين في تلك الوكالات .

وأشارت إلى أن بعض المسؤولين الكبار داخل وكالات الاستخبارات يفكرون في مغادرة مناصبهم، أو التقاعد مبكرًا في حال إعادة انتخاب ترامب وتعيين حليف مقرب له لقيادة وكالة المخابرات المركزية.

ونقلت عن دوغلاس لندن، الذي عمل كمساعد لوكالة المخابرات المركزية قوله، إن “هناك مسؤولين كبارا في مجتمع الاستخبارات يدرسون خياراتهم، لا يخططون بالضرورة للقفز من السفينة على الفور، لكنهم ينظرون إلى التعامل مع حالات الطوارئ اعتمادًا على من يعينه ترامب لتولي الوكالة، وما يتبع ذلك من تعيينات لكبار الموظفين الداخليين في الوكالة.”

وقال مسؤولون سابقون إنهم يشعرون بالقلق من أن ترامب أو حلفاءه لديهم قوائم انتقامية لمسؤولي المخابرات الحاليين والسابقين، الذين يعتزمون معاقبتهم، إما بتجريدهم من وظائفهم وتصاريحهم الأمنية، أو محاولة بدء تحقيقات جنائية معهم.

تهديد أمني

ونوهت الصحيفة بأن ترامب وحلفاءه استغلوا النتيجة التي توصل إليها المفتش العام، وتفيد بأن مكتب التحقيقات الفيدرالي أخطأ في طلبات للحصول على أوامر قضائية للتنصت على مستشار سابق للسياسة الخارجية لحملة ترامب 2016 بموجب قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية.

وأوضحت أن مسؤولين حاليين وسابقين في الاستخبارات يصفون ترامب بشكل روتيني في محادثات خاصة بينهم بأنه تهديد أمني واضح، لسبب واحد وهو أنهم لا يثقون به بحماية أسرار الأمن القومي بسبب تصرفاته وأفعاله سواء تلك التي صدرت عنه خلال توليه منصبه، أو بعد مغادرته المكتب البيضاوي.

وأكدت أن ترامب كشف في 2017عن معلومات حساسة للغاية للسفير الروسي خلال زيارة للمكتب البيضاوي، التي من الواضح أنها عرّضت عملية استخباراتية إسرائيلية ضد تنظيم داعش للخطر، كما نشر على “تويتر” صورة سرية لمنصة إطلاق صواريخ داخل إيران، كما قام بتثبيت الموالين له على رأس وكالات الاستخبارات الذين رفعوا السرية عن معلومات تتعلق بروسيا؛ الأمر الذي كاد يتسبب بتفجير مصادر المعلومات من أجل توفير مادة لنظريات المؤامرة اليمينية حول التحقيق الروسي.

وأردفت أنه مع وقوف بوتين إلى جانبه في هلسنكي خلال 2018، تحدى ترامب علناً الاستنتاج الذي توصلت إليه وكالات الاستخبارات التابعة له، بأن موسكو تدخلت في الانتخابات الرئاسية 2016 ، علاوة على ذلك، وفي الأيام الأخيرة من إدارته، اختفى ملف يحوي معلومات استخبارية حول روسيا”.

في المقابل يشير بعض المسؤولين السابقين في الاستخبارات إلى عكس ذلك، إذ قالوا إنه رغم من أن ترامب هاجم خلال فترة رئاسته الأولى قادة المخابرات لكنه لم يتدخل في جمع المعلومات الاستخبارية.

وخلصت الصحيفة إلى أن سجل ترامب كرئيس، قد يقدم معالم إرشادية لما يمكن أن يأتي في المستقبل؛ فقد قام بشكل عام بترشيح الجمهوريين التقليديين والقادة العسكريين ومديري الأعمال إلى مناصب عليا، مثل تسمية دان كوتس، عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية إنديانا، ليتولى إدارة للاستخبارات الوطنية.

شاهد أيضاً