السياسي –
قالت صحيفة “هآرتس” إن اتفاق المساعدات العسكرية الأمريكية، الذي يضخ 3.8 مليار دولار سنوياً في ميزانية الجيش الإسرائيلي، يواجه تحديات سياسية غير مسبوقة.
وتظهر البيانات أن اعتماد إسرائيل على الأسلحة الأمريكية وصل إلى مستويات قياسية، خاصة خلال الحربين الأخيرتين، حيث قفزت قيمة المساعدات والمشتريات إلى عشرات المليارات من الدولارات.
وبحسب “هآرتس”، فإن كل الأسلحة التي استخدمتها إسرائيل في هجماتها على إيران واليمن، وفي عملياتها البرية في غزة ولبنان وسوريا، تعتمد بشكل حيوي على المساعدات الأمريكية، فحتى دبابة “ميركافا” وناقلات الجند “نمر” و”إيتان”، التي توصف بأنها صناعة إسرائيلية خالصة، لا يمكنها العمل دون محركات أمريكية أو شاحنات لنقلها إلى الجبهة، فضلاً عن القذائف والقنابل وأنظمة الاعتراض، التي يتم شراؤها بالدولار الأمريكي.
صفقات بمليارات الدولارات
ذكرت الصحيفة أن الحرب أدت إلى قفزة هائلة في المساعدات الأمريكية، لكن حتى في السنوات العادية، توفر الولايات المتحدة حوالي 20% من تمويل المشتريات الدفاعية لإسرائيل، ومنذ عام 2019، كشفت الصفقات عن اعتماد إسرائيل على واشنطن في كل المجالات تقريباً.
وكان من أبرز تلك الصفقات في سلاح الجو الإسرائيلي، شراء 50 طائرة مقاتلة من طراز “F-15IA” بقيمة 19 مليار دولار، وسرب ثالث من طائرات الشبح “F-35” بقيمة 3 مليارات دولار، و8 طائرات تزويد بالوقود من طراز “KC-46” بقيمة 2.4 مليار دولار، و18 مروحية نقل ثقيل من طراز “CH-53K” بقيمة 3.4 مليار دولار.
أما عن الذخائر والأسلحة، فخلال الحرب الأخيرة، اشترت إسرائيل ذخائر بقيمة تتجاوز 10 مليارات دولار، شملت عشرات الآلاف من القنابل الموجهة، وقنابل خارقة للتحصينات، وآلاف صواريخ “هيلفاير” جو-أرض، وصواريخ “أمرام” جو-جو.
وعن القوات البرية، شملت الصفقات قذائف مدفعية ودبابات بقيمة 1.4 مليار دولار، ومحركات لناقلات الجند “نمر” و”إيتان” بقيمة 750 مليون دولار، وشاحنات ثقيلة وناقلات دبابات بقيمة 250 مليون دولار.
تحديات سياسية غير مسبوقة
أشارت “هآرتس” إلى أن اتفاق المساعدات الحالي سينتهي في غضون عامين، لكن على عكس الماضي، فإن مفاوضات التجديد تواجه عقبات كبيرة، فالأصوات المعارضة لتمويل إسرائيل تتصاعد في كلا الحزبين الأمريكيين، ففي اليسار الديمقراطي، اتسعت دائرة الانتقادات بسبب الحرب في غزة، أما في اليمين، فتنبع المعارضة من نزعات “أمريكا أولاً” الانعزالية، حيث يرى كثير من أنصار ترامب أن إسرائيل عبء اقتصادي وسياسي.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس ترامب نفسه لمح إلى عدم رضاه عن حجم المساعدات، ويبدو أن وجهته هي تعزيز العلاقات مع دول أخرى في المنطقة، وهو ما أثار مخاوف في إسرائيل من تآكل مبدأ الحفاظ على “التفوق العسكري النوعي” الإسرائيلي.
مفارقة نتانياهو
لفتت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يطلق من حين لآخر تصريحات حول ضرورة “الفطام” عن المساعدات الأمريكية، وأن إسرائيل يجب أن تعتمد على نفسها، لكن الواقع يظهر أن الاعتماد على واشنطن يتعمق أكثر من أي وقت مضى، فخلال العامين الماضيين فقط، أنفقت واشنطن حوالي 32 مليار دولار لمساعدة إسرائيل، منها 21.7 مليار دولار كدعم مباشر يتجاوز المساعدات السنوية المعتادة.
وخلصت الصحيفة إلى أنه إذا تحققت تصريحات نتانياهو، فإن إسرائيل لن تفقد فقط مصدر التمويل الرئيسي لأمنها، بل ستخسر أيضاً الدولارات التي تمول جزءاً هائلاً من الأنظمة الحيوية والبنية التحتية للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك بناء قواعد ومرافق تحت الأرض وممرات هبوط جديدة بمليارات الدولارات.





