هاريس تقفز من سفينة جرائم بايدن وتتبرأ من صهيونيته ودعمه لابادة غزة

تبرات كامالا هاريس ، نائبة الرئيس الاميركي السابقة والمرشحة اللاحقة لرئاسة اميركا قبل هزيمتها امام دونالد ترامب، من الجرائم التي قام بها، الرئيس انذاك جو بايدن ، والذي نعتته بالصهيوني والفاشل في ايقاف الحرب على قطاع غزة .

وحملت هاريس في مذكراتها التي حملت عنوان “107 Days”، جو بايدن مسؤولية موقف “غير كافٍ” تجاه المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا في العدوان الإسرائيلي على غزة بعد عملية السابع من أكتوبر

وخلال حملتها الرئاسية، تمسكت هاريس بدعم اسرائيل ، وايدت حرب الابادة والجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال، وخاطبت العرب بان موقفها هذا سيكون افضل من موقف منافسها ترامب

ووفق مواقع غربية حصلت على نسخة من المذكرات فان : قراءة الكتاب لا يمكن أن تُفهم إلا في سياق محاولة هاريس تبرئة نفسها من سجل مشترك دامٍ، إذ لم يكن بايدن وحده من غطى الإبادة ودعمها بلا حدود، بل كانت إدارته بأكملها – وهي الإدارة التي افتخر رئيسها دومًا بأنه “صهيوني” – قائمة على أشخاص لا يقلون عنه صهيونية وعداءً للشعب الفلسطيني.

ادعت هاريس في كتابها أنها توسلت إلى بايدن ليُظهر تجاه الفلسطينيين الأبرياء في غزة نفس التعاطف الذي أبداه تجاه الأوكرانيين، لكنه – كما قالت – لم يستطع. وأضافت: “كان قادرًا أن يعلن بحماس: أنا صهيوني. لكن تعليقاته عن الفلسطينيين الأبرياء بدت غير كافية ومفتعلة”.

وبذلك حاولت أن توحي أن المشكلة كانت في بايدن وحده، بينما كانت هي طوال تلك الفترة جزءًا من الإدارة التي منحت شيكًا على بياض لنتنياهو لقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وهي الإدارة التي لم يخرج منها صوت واحد – بما فيهم هاريس – يوقف شلال الدم وفق موقع تحقيقات

المفارقة أن هاريس وفريقها الإعلامي كانوا قد نفوا مرارًا وجود أي خلاف مع بايدن خلال العدوان، بل صرّحت المتحدثة باسمها كيرستن آلن في ديسمبر 2023 أنه “لا توجد أي مسافة بين الرئيس ونائبته”.

اليوم فقط، وبعد الخسارة، تكشف هاريس عن تلك “الاختلافات”، وهو ما يفضح انتهازية سياسية واضحة، فلو كانت جادة في معارضتها للإبادة، لكان موقفها ورغم موقفها فانها لم تستطع ان تتهرب من اعلان ايمانها بـ”حق إسرائيل في الرد” على السابع من أكتوبر، لكنها تنتقد “شراسة” رد نتنياهو وعدد النساء والأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا، معتبرة أن ذلك أضعف “الموقف الأخلاقي” لإسرائيل عالميًا.

بكلمات أخرى، لم يكن اعتراضها على المبدأ الوحشي في قتل المدنيين، بل على الطريقة التي أحرجت بها إسرائيل أمام الرأي العام الدولي.
ما تحاول هاريس أن تمحوه من الذاكرة هو أن إدارة بايدن–هاريس كانت صهيونية بالكامل، من رأسها إلى قاعدتها، وأنها قدمت الغطاء السياسي والدعم العسكري والمالي لمجازر إبادة في غزة استمرت لأشهر وأوقعت عشرات الآلاف من الشهداء.

هاريس التي تدّعي اليوم أنها “كانت تطالب بالمزيد من التعاطف”، كانت شريكة في الصمت الرسمي، وشريكة في التوقيع على القرارات، وشريكة في تبرير جرائم الاحتلال. كتابها الجديد ليس سوى محاولة لتبييض صورتها أمام التاريخ، والتبرير لفشلها في الوصول إلى البيت الأبيض.