هدار غولدن – ضابط أهملته حكومة نتنياهو 11 عاما واستعادت جثته بـ اتفاق

السياسي – عادت قصة الضابط الإسرائيلي، هدار غولدن لتطفو على السطح من جديد، في أعقاب تمكن عناصر من “القسام” من انتشال رفاته من داخل نفق في مخيم يبنا في مدينة رفح، السبت، ومطالبة حكومة الاحتلال بتسليم رفاته “فورا” بعد أن أدارت ظهرها لمناشدات عائلته على مدار 11 من احتجازه.
ومارست حكومة الاحتلال حالة من التجاهل لمطالب ذوي غولدن، ورفضت فتح ملفه وآخرين بجدية للتفاوض مع المقاومة، منذ أن جرى احتجازه عام 2014، وهو ما دفع والدته للتهديد بإحراق نفسها منتصف عام 2023 (قبل الحرب الأخيرة بشهور)، إن لم تتحرك حكومة نتنياهو للإفراج عن جثته.
وتقدمت عائلة الجندي غولدين بالتماس في السابق إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، للحصول على قرار يلزم اللجنة الوزارية المختصة في قضية إعادة الأسرى والمفقودين بالالتئام. كما هاجمت العائلة، حكومة بنيامين نتنياهو مرارا، وعبرت عن حالة الإحباط واليأس من تعامل الحكومة الإسرائيلية مع ملف الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى “القسام”، وقالت إنها “سئمت” من المسؤولين الإسرائيليين.
-بروتوكول “هانيبال” للمرة الأولى
يمثل غولدن عقدة عسكرية وسياسية لدى دولة الاحتلال، بعدما فشل جيشها وأجهزتها الاستخبارية في استعادته، سواء عبر العمليات العسكرية أو من خلال المفاوضات غير المباشرة مع المقاومة.
وخلال معركة أسره، فعّل جيش الاحتلال للمرة الأولى بروتوكول “هانيبال”، الذي يجيز استخدام القوة المفرطة لمحاولة منع وقوع جندي في الأسر، حتى وإن أدى ذلك إلى مقتله

فقدت آثار هدار غولدين بجانب أحد الأنفاق الهجومية شرقي مدينة رفح في قطاع غزة، خلال حرب 2014، كما أنها فقدت آثار الجندي أورون شاؤول خلال هجوم على حي الشجاعية في مدينة غزة في معركة قتل فيها 13 جنديا آخرين.
وفي مطلع نيسان/ أبريل 2016، كشفت كتائب القسام ولأول مرة، عن وجود أربعة جنود إسرائيليين أسرى لديها، دون أن تكشف ما إذا كانوا أحياء أم أمواتا.
ونقلت صحيفة “معاريف” عن مسؤول سياسي أن “إسرائيل” تنظر بخطورة بالغة إلى تأخير إعادة رفات غولدين، وطالب بتسليمها “فورا”، وسط تقديرات كانت تقول، إن حماس من المتوقع أن تطالب بصفقة منفصلة بشأنه.
ووسط حالة الجدل التي بدأت تتعالى في دولة الاحتلال، ومع بدء موجة تصريحات تصعيدية، قطعت كتائب القسام الطريق، وأصدرت بيانا قالت فيه إنها ستقوم بتسليم جثة الضابط “هدار غولدن” التي تم العثور عليها ظهر أمس (السبت) في مسار أحد الأنفاق بمخيم “يبنا” في مدينة رفح جنوب قطاع غزة عند الساعة 2 مساء بتوقيت غزة، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي يسرى منذ العاشر من الشهر الماضي، ويشمل تبادلا للأسرى والجثث.

-تضليل حكومة نتنياهو
مارست حكومة نتنياهو التخويف والتضليل، على مدار سنين طويلة، أمام سيل المطالبات بإطلاق سراح هدار جولدن و3 آخرين كانوا محتجزين في غزة، وهم آرون شاؤول، وإبراهيم السيد، وأفرام منغيستو، حيث كانت تزعم أن عقد أي صفقة مع المقاومة لإطلاق سراح غولدن وآخرين، يخدم استراتيجية حركة حماس على اسر جنود إسرائيليين، وصولا إلى هدفها بعيد المدى بـ”تبييض سجون الاحتلال”.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد قررت لجنة خاصة برئاسة “الحاخام الأكبر للجيش الإسرائيلي العميد رافي بيريتس” أن الضابط في لواء جفعاتي للمشاة هدار غولدين، قتل في معركة في قطاع غزة يوم الجمعة 1 آب/ أغسطس 2014.ن وذلك بعد أيام قليلة فقط من اختفائه.
وقال محللون في حينه، إن هذا الإعلان الذي يصنف غولدن على أنه قتيل، يخفف الضغط على حكومة نتنياهو بشأن المطالبات بإطلاق سراحه في إطار صفقة مع “حماس”.