هذه أسباب العملية الإسرائيلية الموسعة بالضفة

السياسي – أكد خبراء ومراقبون أن العملية الإسرائيلية الموسعة في الضفة الغربية تهدف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية وتوسيع السيطرة على الأراضي.

وأوضح خبراء أن هذه العملية تعكس فشل الاحتلال في احتواء المقاومة المتنامية، فضلاً عن محاولة تحقيق نصر سياسي داخلي وإرضاء حلفاء رئيس الحكومة الإسرائيلية من اليمين المتطرف.

القضاء على المقاومة

وفي هذا السياق، أشار الخبير السياسي بلال الشوبكي إلى أن خطط بعض الأطراف في الحكومة، مثل الارهابي سموتريتش، تهدف إلى اجتثاث كل أشكال المقاومة والتضييق على الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية لصالح الاستيطان.

وأعلن جيش الاحتلال فجر اليوم الأربعاء، عن إطلاق عملية عسكرية واسعة في عدد من مدن الضفة، هي الأكبر منذ عام 2002.

وشملت العملية العسكرية مدينة جنين ومخيمها للاجئين، وبلدتَي السيلة الحارثية وقباطية قرب جنين، ومدينة طولكرم ومخيم نور شمس للاجئين فيها.

كما شن جيش الاحتلال اقتحامات في مدينة طوباس ومخيم الفارعة للاجئين بالمدينة الواقعة في شمال الأغوار، إضافة إلى مدينة نابلس.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الأربعاء، استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 13 آخرين، جراء عملية عسكرية واسعة نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدن الضفة الغربية.

في تلك الأثناء، دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى التعامل مع البنية التحتية في الضفة الغربية بنفس الطريقة التي تُعامل بها في قطاع غزة، زاعمًا أن ما يحدث في مخيمي اللاجئين جنين وطولكرم هو تدمير «للبنى التحتية الإيرانية» التي أقيمت هناك.

كما توعد بتنفيذ عمليات «إجلاء مؤقت» للفلسطينيين، على غرار ما حدث في غزة.

ووفقًا للمراقبين، تهدف العملية إلى إخماد صعود عمليات المقاومة التي تشكل تهديدًا مستمرًا للاحتلال الإسرائيلي، خاصة مع تصاعد العمليات النوعية التي تقوم بها الفصائل الفلسطينية.

توسيع نطاق العمليات

وشهدت المقاومة في الضفة الغربية تطورًا ملحوظًا في نوعية العمليات، بما في ذلك إطلاق الصواريخ وتفخيخ الكمائن، مما دفع إسرائيل إلى توسيع نطاق العمليات العسكرية. ووفقًا للشوبكي، فإن السياسات السابقة للاحتلال في مواجهة التحركات المناوئة لها قد باءت بالفشل، حتى عندما استخدمت المقاومة أدوات بسيطة.

وأشار الشوبكي إلى تهديدات الساسة الإسرائيليين حول عمليات الإزاحة السكانية وإخلاء مجموعات من الفلسطينيين لتنفيذ العمليات العسكرية، كما يحدث في قطاع غزة، بالإضافة إلى التضييق على التمدد العمراني الفلسطيني في المناطق «ج» و«ب»، مع السماح للمستوطنين بتوسيع مستوطناتهم.

استهداف المفاوضات

من جانبه، أوضح الباحث في العلاقات الدولية أشرف عكة أن الاحتلال يسعى إلى توسيع نطاق المعركة ضد الفلسطينيين بعدما أزعجته المقاومة المتنامية في الضفة الغربية وازدياد عمليات الفصائل، التي وصلت إلى حد إطلاق الصواريخ وتفخيخ الكمائن بالعبوات الناسفة.

وأكد أن هذا التطور النوعي دفع جيش الاحتلال إلى القيام بعملية واسعة في الضفة الغربية، مع سعي حكومة نتنياهو لتقديم «نصر» إلى الإسرائيليين، في ظل عدم تحقيق إنجاز حاسم في قطاع غزة.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن المؤسسة الأمنية، اليوم الأربعاء، أن «الحملات السابقة لم تحقق نتيجة، وقررنا أن نفعل شيئا يغير الواقع بالضفة، ولا نريد أن تصبح الضفة جبهة تعرقلنا من القتال في غزة ولبنان».

وأشار عكة إلى أن تكثيف العمليات الإسرائيلية في الضفة يمثل محاولة لإضعاف السلطة الفلسطينية التي قد يكون لها دور في المرحلة المقبلة بعد انتهاء الحرب. ويسعى نتنياهو إلى فرض سيطرته على الوضع أثناء عملية المفاوضات.

أما عماد عواد، مدير مركز القدس للدراسات والأبحاث، فيرى أن نتنياهو يحاول إرضاء حلفائه من اليمين المتطرف الذين يسعون لتعزيز الاستيطان.

وأكد عواد أن إسرائيل تسعى لمنع تصاعد الانتفاضة الفلسطينية وتفريغ المخيمات التي ما زالت تشكل منبعًا للعمليات المقاومة.

في المقابل، قالت قناة كان العبرية إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أبلغ وسائل الإعلام الأجنبية أنه «لم يتم إصدار أوامر إخلاء لسكان جنين وطولكرم»، اليوم الأربعاء.

وباستشهاد الفلسطينيين التسعة في جنين وطوباس، اليوم الأربعاء، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من  أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 660 شهيدا. وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

شاهد أيضاً