السياسي- خاص
قد يكون العميد الدكتور محمد قاسم شلهوم اول الاشخاص الذين تم القضاء عليهم بعد تحرير سورية من نظام المخلوع بشار الاسد، وهو المتهم بحقن المئات من المعتقلين في السجون والمرضى المعارضين في المستشفيات.
فقد لقي الدكتور شلهوم حتفه بعد ساعات من سيطرة هيئة العمليات العسكرية على منطقة القلمون، عندما باغتته مجموعة من المسلحين مطالبينه بالاستسلام ، فكان رده باطلاق النار عليهم، فاردوه على الفور.
الاسراع بمتابعة الدكتور محمد قاسم شلهوم، يعكس خطورة هذه العصابة، التي تهافت اعضاءها الى سجن صيدنايا قبل وصول قوات هيئة العمليات العسكرية الى المنطقة، فقامو بالتنسيق مع النظام الذي كان في نزاعه الاخير، بانتزاع الكاميرات والسيرفرات واجهزة الكمبيوتر ، واخفوها بعيدا عن الاعين وصورا فيديو قصير يظهرهم بانهم محررين فاتحين لابواب المعتقل سيء الصيت والسمعة، قبل ان تتكشف هوياتهم الحقيقية فيفرو من قريتهم تلفيتا الواقعة في قلب جبال القلمون حيث باتو مطلوبين للعدالة.
جذور التشبيح
تمتد العلاقة بين افراد من عائلة شلهوم بالاجهزة الامنية السورية منذ بداية الثمانينيات، فقد كان محمود محمد شلهوم الملقب بـ الشيخ حمود صديقا حميما لـ جميل الحسن رئيس المخابرات الجوية فيما بعد، هذه العلاقة اغرت شقيق الشيخ الاكبر المدعو احمد، والاخر حسين لاستغلالها، فكانت نواة لعصابة مدعومة من الدولة تعمل بالتهريب والنهب واستغلال السلطة، توسعت باعمالها مع وصول الحسن الى منصبه الكبير في الدولة السورية فيما بعد، لتشمل علاقات مالية واقتصادية على مستوى اكبر باستغلال موقع البلدة القريب من لبنان حيث توسعت عمليات التهريب والبطش لكل من حاول العرقلة او المضاربه على المجموعة.
محاولات اغتيال الثوار
مع اندلاع الثورة السورية ضد حكم عائلة الاسد، في العام 2011 ، سارعت العصابة المذكورة لاثبات ولاءها للدولة، ويتذكر اهالي البلدة حادثة مفصلية حصلت في العام 2014، عندما نصبو كمينا لابن بلدتهم النقيب المنشق محمد فواز الجباوي ، وفتحو النار على سيارته لكن لسوء حظهم وحسن حظ الجميع، لم يكن النقيب في سيارته بل كان شقيقه محمود برفقة شخص اخر يدعى يوسف محمد مخيبر، وقد هم محمود بالدفاع عن نفسه فاصيب الشيخ حمود فيما قتل شقيقه حسين محمد شلهوم وابن شقيقته المحامي في محكمة امن الدولة مظهر قاسم شلهوم (وهو شقيق العميد الدكتور محمد قاسم شلهوم الذي اعدم في الساعات الاولى لتحرير دمشق)
غضب الدكتور محمد شلهوم
بعد الحادثة المذكورة، ثارت ثائرة العميد الدكتور محمد قاسم شلهوم (والده القاضي قاسم كان يوقع اعدامات بحق سوريين من حماة ابان المجازر التي نفذتها قوات الاسد الاب وشقيقه رفعت في المدينة) ، وخاطب الدكتور شلهوم في اجتماع العائلة “من لم يأت معي فهو ضدي” وابلغهم بانه سيشكل مجموعات مسلحة رسمية لارهاب سكان البلدة والمنطقة المحيطة.
العصابة تصفي الجيش الحر
كان الشيخ حمود قد زرع عدد من افراد العائلة كجواسيس في صفوف الجيش الحر، وقدم هؤلاء معلومات واحداثيات مهمة، ادت الى سقوط عشرات القتلى من الثوار، وكان القتيل مظهر قاسم شلهوم صلة الوصل بين الجواسيس والقيادة العسكرية التابعة للنظام في المنطقة، وبعد اعلان الدكتور محمد عن تشكيل عصابته، انضم هؤلاء الجواسيس اليه، وباتو ذراع النظام في القتل والبطش والتنكيل باهالي البلدة والبلدات المحيطة، سيما اولئك داعمي والمتعاطفين مع الثورة، وسلمو النظام عدد من الثوار من بينهم زين حسين مخيبر واحمد محمد مخيبر واحمد شريف، حيث اقدم الدكتور محمد قاسم شلهوم على تصفيتهم مباشرة.
في الاثناء كان النقيب المنشق محمد الجباوي قد سلم شقيقه محمود، بعد تلقيه وعود بان يحظى بمحاكمة عادلة وانه كان يدافع عن نفسه، الا ان العصابة اعدمته مباشرة، كما قتل شقيقه الاخر لؤي المنشق عن المخابرات العامة، فيما تم قتل الشقيق الثالث ناصر بطريقة بشعة حيث تم صلبه في منطقة البحرة وهي ساحة البلدة الرئيسية.
بعد ايام صفت العصابة 4 اشقاء من عائلة شديد، كما اقدمو على قتل محمد حمد يوسف الذي تم سحله امام الجميع في شوارع البلدة، الى جانب اعداد اخرى من المواطنين.
حسان شلهوم ومجموعة اسود الحرس الجمهوري
استغل 4 اشقاء علو كعب العائلة ، ومكانتهم الاجرامية لينخرطو فيها، سعيا لتحقيق مكاسب مالية، وهم حسان قائد مجموعة اسود الحرس الجمهوري، واشقاءه بشير، خالد، واحمد محمد شلهوم.
كان بشير وهو من مواليد 1969 فارا من خدمة الجيش الالزامية لمدة 20 عاما ، ويسكن في الجبال، فيما عمل حسان سائقا على وسيلة نقل عام (سرفيس) على خط دمشق-التل ، قبل ان يعمل سائقا على شاحنة نقل بري، وكانت اوضاعهم المالية بائسة ومعدمة تماما، قبل ان يتحولو الى رؤوس اموال ضخمة ويمتلكون القصور والفلل المشابهة لتلك التي يمتلكها قائد الفرقة الرابعة اللواء الهارب ماهر الاسد.
تقربت مجموعة بشير من ضباط النظام ، وفيما بعد من قادة حزب الله والمليشيات الايرانية ، حيث وجدو فيهم روحا اجراميا ودوافع للقتل وعشق السيطرة ، فاوكلو اليهم مهمات التصفية وتهريب الكبتاغون وباتو يحكمون من مواقع قوية سياسية وعسكرية ومالية .
نجح الاشقاء الاربعة في القضاء على الجيش الحر، مستفيدين من عودة جواسيسهم لدى الجيش الحر الى قواعدهم الاجرامية.
مطلوبون للعدالة
مع تضييق الخناق على شبيحة الاسد ومجرمي النظام البائد، في القلمون حيث استسلم جميع المطلوبين في قرى وبلدات القلمون، فر عناصر عصابة شلهوم الى المناطق المحيطة الماهولة بالسكان، وسكنو في ابنية مكتظة ليحتمو بالسكان في حال مداهمتهم، فيما القي القبض محمد نورالدين شلهوم في حمص ، والدته ميادة وهو حفيد احد مؤسسي العصابة احمد محمد شلهوم، وكان احد العناصر السباقين الى سجن صيدنايا وقام بجرف مناطق لاخفاء حقائق علما انه يعمل سائق جرافة ولديه خبره في هذا المجال، من خلال تجريفه لمنازل المعارضين في البلدة خاصة عائلة الجباوي التي تم جرف 4 من منازلهم.
شخص آخر يدعى باسل: هو الاخر مطلوب للعداله وفر الى منطقة صيدنايا قبل ان تختفي اثاره تماما، اما احمد ومحمد ابناء الشيخ حمود فقد فرو الى منازل اخوالهم في قرية حلبون القريبة من تلفيتا، والتي تعتبر القرية الوحيدة الموالية لنظام الاسد، فيما يحتمي بنفس القرية (حلبون) محمد شلهوم الملقب بـ كماشة ومحمود الملقب بـ ابو عاشور وهم الان حسب المصادر محتمين لدى المدعو مصطفى الحلال وهو اكبر تاجر مخدرات في المنطقة ومقرب من ماهر الاسد ويقيم في دولة خليجية .