نحاميا شترسلر – هآرتس
كلما مر الوقت بدا الوضع أمام إيران أكثر بؤساً. في حين أن ترامب ونتنياهو يكثران تصريحات متغطرسة، يقول زعماء إيران: انتصرنا. هم يستطيعون قول ذلك لأن ترامب ونتنياهو لم يوقعا بهم الضربة القاضية. توقفا في اللحظة الحاسمة، تنازلا وتراجعا للحاجة، وهكذا سمحا لإيران بالنهوض.
خامنئي خرج من حصنه بخطاب النصر: “صفعنا الأمريكيين، ولن نستسلم أبداً”. وأعلن رئيس الأركان الإيراني: “فرضنا إرادتنا على الولايات المتحدة وإسرائيل”. ترامب المتفاجئ همس: “يكذبون عندما يقولون بأنهم انتصروا”. ولكنهم يعتبرون بقاءهم واقفين على أرجلهم انتصاراً. لذلك، لا يتنازلون عن المشروع النووي ومشروع الصواريخ، ولن. هم يدركون أن الأمر يتعلق ببوليصة تأمين. يتذكرون معمر القذافي الذي تنازل عن السلاح النووي في 2003، وبعد بضع سنوات اندلعت الثورة في ليبيا (بدعم الناتو)، وتم قتله بوحشية.
لذلك، لا أساس لقصص ترامب ونتنياهو حول النصر المطلق. يدور الحديث عن متحايلَين لا مبادئ لهما، ويبحثان عن إنجازات في مجال العلاقات العامة وليس في الواقع. في الحقيقة، لا يهتم ترامب إذا واصلت إيران سيرها نحو القنبلة؛ فهي في نهاية المطاف خطر وجودي على إسرائيل وليس على الولايات المتحدة. وإذا اضطرت إسرائيل إلى شن حرب أخرى، فالدماء لن تكون أمريكية. ما يهم ترامب هو أسعار النفط. الجمعة القادم، سيحتفل ملايين الأمريكيين بعيد الاستقلال الـ 249 بالتنزه، وما يهمهم هو سعر البنزين. لقد انخفض سعره بعد أن انخفض سعر البرميل إلى 65 دولاراً في اللحظة التي توقفت فيها الحرب مع إيران، وكل ما بقي غير مهم.
إذا كانت إيران هزمت حقاً، فكيف تقول: “سنجمد التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية”؟ وإذا تم تدمير المنشآت النووية بالفعل، كما يقول المغرد الدائم، فكيف يقول رفائيل جروسي بأنه يمكن لإيران تخصيب اليورانيوم بضعة أشهر؟ وكيف يمكن أن يضع وزير خارجية “الدولة المهزومة” الشروط ويظهر استعداده للتحدث مع الأمريكيين شريطة “توقف ترامب عن التحدث عن خامنئي بشكل غير محترم”؟
ترامب، الذي لغته لغة شوارع، ينشغل بكرامته الشخصية. يقول: “منعت موتاً قبيحاً ومهيناً عن خامنئي. كان عليه القول: شكراً، أيها الرئيس ترامب”. هذا مخجل. ويواصل: “أردت رفع العقوبات عن إيران كي أمنحها فرصة أفضل للنهوض، لكني توقفت عن ذلك عقب أقوال خامنئي”. أي شخص عاقل يرفع العقوبات قبل إجراء مفاوضات؟ ففي هذه الأثناء، فتح الإيرانيون مدخل المنشأة النووية في أصفهان، ونفوا “زيارة” قوة إسرائيلية لمنشأة فوردو. عندما سئل ترامب متى ستبدأ المفاوضات مع إيران، أجاب: “في الأسبوع القادم، وربما لا. سنرى ماذا سيكون”. ما الذي يهمه؟ وعلى سؤال ما إذا كان سيطلب نقل مخزون اليورانيوم الإيراني إلى خارج إيران، أجاب: “هذا سابق لأوانه. ولكننا سنفعل شيئاً كهذا”. ما الذي ستفعلونه؟ وكيف؟ فحاملات الطائرات الأمريكية غادرت المنطقة. ونتنياهو أيضاً لا يفوت أي فرصة؛ فهو يريد خلق وعي كاذب. ولذلك، يقول “حققنا جميع الأهداف”، في حين أنه لم يحقق أي هدف منها. صحيح أن إيران تعرضت لضربة قاسية، لكن يمكن إصلاحها بسرعة.
نتنياهو لم يتغير؛ كان جباناً وما زال. لم ينه أي عمل. مثلما في كل العمليات في غزة خلال الـ 17 سنة، يهرب في اللحظة الحاسمة. يدور الحديث عن الشخص الأكثر حقارة في تاريخ الشعب اليهودي.6.9K01:46 AM