هل تؤثر وظيفتي على وطنيتي

د.صالح الشقباوي

عنوان فلسفي يخفي تحت جسده كومة من العقارب والصراصير .فالصرصور في ثقافتنا رمز للاشمئزار والقرف ..وفي ثقافة اخرى رمز شهي للنكهة والذوق الرفيع…ما اريد قوله من عنوان مقالتي
ان الامور ..الوطنية عند البعض فيها وجهات نظر ..وتخضع للتاويل الجدلي ..صاحب التعاقب والتزامن…والفكر الدوغماتي..اوالمبسط في آن واحد…عودتي للجذور البنائية.التي ترتب العلاقة بين الضمير والوطن يجعلني اعلن ان الوظيفة بكل مغرياتها خاصة الكرسي والمصاري يخلقان مني عبدا مأجورا..منساقا انسيابيا وراء فكرة الحفاظ ع المنصب ومكتسباته..وع الكرسي واحلامة …وهنا يبرز امامنا معطى اشكالي لا شفاء منه…متى يتخلى الفرد منا عن مبادئه وثوابته الوطنية ..متى نبيع الوطن والشعب ..لنحافظ ع كراسينا الجرباء ..نسينا ان الوطن هو الثابت ونحن الراحلون
نسينا اننا نرى في الوطن نقصنا وعدم مقدرتنا الحقيقية ان نقول ما يجب قوله خوفا ع منصبنا وهل القرشين ..
هل للمنصب الذي هو فيه تأثير ع ايماننا ومبادئنا ومنطلقاتنا وحتى ع استراتيجيتنا في التفكير . وللتوضيح ..ساضرب مثالا ع احد السفراء المصريين ..الذين انتدبوا لتمثيل مصر في زمن كامب ديفد …زمن السادات..وكلنا نعرف السادات واتفاقية كامب ديفد…..
المهم ان هذا السفير وفي جلسة اباحية ع مستوى السياسة والفكر
اباح فيها موقفه من كامب ديفد وكيف انها فرضت ع مصر وكبلت ايديها وارجلها بسلاسل الذل وسيقت مصر بعصا الهزيمة ..والمثير في هذا الموقف ان اعلام البلد المضيف تبنى ما جاء ع لسان السفير ..مما جعل السادات يغضب منه ويغضب عليه ويؤمر وزير الخارجية باستدعائة فورا للقاهرة ..حضر السفير ومن باب الطائرة توجه لقصر العابدين اين كان السادات شخصيا في استقبالة ..وفي يده الغليون وشفتاه تبربر وتتمتم..اي يا خوي باعتك هناك عشان تتفلسف
ايه يا خويا بصرف عليك في الشهر ……دولار ع شان تروح هناك تنتقدني وتنتقد كامب ديفد الى خلت اشالك يسير سفير …
اي يا خوي صحي ضميرك دي الوقتي ..طيب فين كان ضميرك لما قبلت تكون سفيري ..عارف اي معنى تكون سفيري ..يعني ممثلي الخاص ..يعني الحارس لسياستي ومطبق فلسفتي ..ايه انسيت يا خويا ..
بعد لحظات طرده السادات وقله بالحرف امشي اطلع برا ..يلى ع بيتكم ما تفرجنيش وجهك بعد اليوم ..مش عاوز اسجنك ..
ختاما اقول اننا في زمن التفلسطن.. المعاصر ..اي انك تختفي وراء فلسطين وقيمها الوطنية .وانت في نفس الوقت تلعن اخت فلسطين وتتخلى عنها بابخس الاثمان…تنفيذا لرغبات واهداف اسياد ك المرئيون والغير مرئيون
لانهم اصحاب طبيعة
ذات ثنائية مستبدلة
ثنائية القاص والمقصوص ثنائية الناص والمنصوص
ثنائية الهاص والمهصوص…
فلفلسطين في بعض كائناتها شجون
كما للحاكم في زبانيته في وطني شؤون
وللوظيفة في اختيارها زبون علما ان
للوطن دوما حماة وحراس
في عقلهم نبتت اشجار زيتون

للحديث نهاية
ولا بقية

شاهد أيضاً