هل تخضع هاريس لجلسات نفسية لمواجهة “عنصرية” ترامب ؟

رجح خبراء في الشأن الأمريكي إمكانية خضوع المرشحة، كامالا هاريس، لجلسات نفسية بهدف رفع ثباتها الانفعالي، والتحكم في لغة الجسد، للتعامل مع “عنصرية” المرشح دونالد ترامب.

ويظن الخبراء، أن هذا الجانب من التوتر والارتباك الذي يظهر في لقاءات جماهيرية وتلفزيونية لهاريس يعكس تراكمات نفسية داخلها، وهو ما يوجد أيضا لدى كثير من “الملونين” من الشعب الأمريكي.

وظهرت هاريس في خطابها أمام مناصريها مؤخرا في ولاية بنسلفانيا “متوترة” إلى حد كبير، بل وصل بها الحال إلى اعترافها بهذا الارتباك خلال مخاطبتها للجمهور، على الرغم من مرافقة الرئيس جو بايدن لها للحصول على دعم ناخبي هذه الولاية المتأرجحة، التي ساهمت في فوزه بالانتخابات الأخيرة أمام ترامب.

وتشن منصات على مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، يُعتقد أن حملة ترامب تقوم عليها، حملات تجاه هاريس، حتى وصل الأمر إلى فبركة فيديوهات وصور غير أخلاقية.

ولا تنفصل هذه الحملات عن التشهير من جانب ترامب، الذي وصل إلى الحديث عن اتهامات بعلاقة للمرشحة الديمقراطية مع عمدة سان فرانسيسكو؛ ما ساهم في صعودها السياسي، على حد زعمه.

ولا يترك ترامب أي ظهور لهاريس إلا ويعلق عليها على نحو مباشر، كوصفه لضحكتها بأنها “ضحكة رجل مجنون”، وأنها أول امرأة سوداء تترشح لهذا المنصب، وخرج بعد لقائها على شبكة “سي إن إن” ليصفها بـ”المحتالة”.

التجهيز للمناظرة

ويعتقد الباحث في الشأن الأمريكي أحمد ياسين، أن حملة هاريس تعمل الآن على إخضاع المرشحة الديمقراطية لجلسات ودورات تدريبية تستهدف رفع مستوى ثباتها الانفعالي، والتحكم في لغة الجسد، والقدرة على التعامل مع أي مستجدات تتعلق بالتواصل الجماهيري، من أجل تجهيزها لمناظرة ترامب.

وأوضح ياسين في تصري لـ”إرم نيوز”، أن أسلوب ترامب الساخر واستخدامه للإساءة العنصرية تجاه هاريس يضع عليها ضغوطا عدة، تظهر تباعا سواء في مؤتمراتها الجماهيرية خلال جولاتها في بعض الولايات، ولقاءاتها التلفزيونية، وهذا ما تكرر من ترامب في أكثر من مرة خلال متابعته لقاءاتها، ويضع عليها ثقلا كبيرا.

ويشير ياسين إلى أن ترامب في سخريته أو هجومه أو ترصده لهاريس لا يستهدف التأثير في الناخبين المستقلين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، ولكن يستهدف إتلاف قدراتها حتى تكون غير ثابتة خلال مناظرته، ويخرجها عن تركيزها بسهولة، لا سيما أن هذه المناظرة ستكون فاصلة إلى حد بعيد.

ويظن ياسين أن هاريس ستعمل على تجاوز هذه الضغوط من خلال تركيزها على أمور في الفترة المقبلة تخص الاتهامات الموجهة لـترامب وسلوكه العنصري، في وقت تعتمد فيه على نحو كبير على الناخبين من أصول غير أمريكية، وأمور أخرى تتعلق بتاريخه في الإساءة للمرأة.

فيما يرى الخبير في الشؤون الأمريكية، ناصر عيسى، أن ما يظهر على هاريس من توتر وارتباك، يتعلق بما تحمله في داخلها من بعض التأثيرات التي تتعلق بـ”عنصرية ترامب”، وهي صورة تعكس تراكمات نفسية في داخل كثير من “الملونين” من الشعب الأمريكي، الذين يتعرضون لمن هم على مثل شاكلة وسلوك ترامب “العنصري” منذ أن كانوا أطفالا، مرورا بالدراسة ومكان السكن والجامعة والعمل وخلافه.

ويبين عيسى ، أن هاريس مثلها مثل كثيرين لديها تراكمات من هذه النوعية المنتشرة في الولايات المتحدة التي تراهن دائما على العنصرية تجاه اللون والعرق، وتستمتع بتلك الممارسات.

وتابع: “لا بد أن هاريس تقف على هذه الأزمة جيدا، وتتداركها ليس فقط في محطة ترامب، بل عقب مراحل عدة تجاوزتها، لا سيما في مسارها السياسي والوظيفي”.

ويتوقع عيسى وجود برنامج تسير عليه هاريس موضوع من جانب حملتها، حتى يزيد من ثقتها في التعامل مع ما يصدر من شخص ترامب، لا سيما خلال الشهرين المقبلين اللذين ستتعرض فيهما لضغوط عنصرية أكبر من ذلك بهدف إفقادها توازنها.

“إرم نيوز”

شاهد أيضاً