السياسي – اعتبر خبيران سياسيان، أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ”السماح لإسرائيل باستئناف القتال في غزة بمجرد كلمة منه” إذا لم تلتزم حماس باتفاق وقف إطلاق النار، تجاهل واضح لوثيقة الضمانات الموقعة في قمة شرم الشيخ للسلام في غزة التي ضمنت عدم العودة إلى الحرب في غزة .
وأكد الخبيران أن تجاهل ترامب لنصوص الوثيقة التي تحظر العودة إلى الحرب أو التعامل معها كوثيقة أمريكية–إسرائيلية، وليست دولية يهدد بتعثر الخطة الكاملة لإنهاء الحرب في غزة.
وكان الرئيس الأمريكي صرح أمس الأربعاء، أنه “سيفكر بالسماح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئناف العمل العسكري في غزة، إذا رفضت حماس الالتزام بجانبها من اتفاق وقف إطلاق النار”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي يمكنه العودة إلى القتال “بمجرد أن أقول كلمة”.
ووقعت وثيقة الضمانات خلال قمة شرم الشيخ وهي تضم ضمانات لوقف إطلاق النار، مع إطلاق سراح الاسرى، حيث تم إطلاق 20 رهينة إسرائيليا حيا وجثث 10 رهائن -من أصل 28 جثة- مقابل أكثر من 1700 معتقل فلسطيني في المرحلة الأولى.
وقال المحلل السياسي ياسين الدويش، إن تهديد ترامب بالسماح لإسرائيل العودة إلى القتال في غزة يعد تجاهلا لما تم الاتفاق عليه في قمة شرم الشيخ على حل كل الصعوبات بالمفاوضات، كما يمكن اعتباره تعاملا مع وثيقة الضمانات كأداة أمريكية-إسرائيلية؛ ما يُقوّض شرعيتها الدولية ويثير تساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بعدم العودة إلى الحرب.
وأكد الدويش أن الخروقات لاتفاقية وقف إطلاق النار التي تقول إسرائيل إن حماس ارتكبتها، مثل تأخير تسليم بقية جثامين الاسرى الإسرائيليين، تأتي من وجهة نظر أمريكية-إسرائيلية لا تأخذ بالاعتبار الصعوبات في انتشال الجثث في ظل وجود ملايين الأطنان من الركام نتيجة الدمار الشامل الذي تسببت به إسرائيل لكل البنية التحتية في غزة
وأضاف الدويش: “لقد أصبح من الواضح أن الرئيس الأمريكي بات يتبنى وجهة النظر الإسرائيلية بشكل كامل فيما يتعلق بانتهاكات حركة حماس وعدم الالتزام باتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، خاصة في موضوع تسليم جثامين الاسرى القتلى.
من جانبه يؤكد المحلل السياسي سلمان الطويل، أن تهديدات الرئيس الأمريكي تعكس تجاهلاً لروح وثيقة الضمانات التي تنص على عدم العودة إلى الحرب في غزة، مشددا على أن ترامب يُركز على الضغط على “حماس” دون معالجة التحديات الإنسانية في غزة مثل نقص المعدات لانتشال الجثامين من تحت الركام أو صعوبة التعرف على مكانها في ظل الدمار الشامل الذي تسبب به الهجوم الإسرائيلي طيلة أكثر من عامين على القطاع .
وأشار إلى أن هذه التهديدات، التي تأتي بعد يوم واحد من إعلان ترامب بدء “المرحلة الثانية” من خطته لإنهاء الحرب في غزة، تُقرأ وكأنها تقلل من قيمة وثيقة الضمانات كاتفاق جماعي ملزم، وتحولها إلى أداة شخصية بدلاً من كونها وثيقة دولية.
ويؤيد المحلل الطويل ما ذهب إليه المحلل الدويش من أن ترامب يتبنى الرأي الإسرائيلي في معظم النقاط؛ ما يجعل الهدنة هشة ومعرضة للانهيار، وهو ما يعني عدم الاعتراف بالوثيقة الموقعة في قمة شرم الشيخ.