السياسي – تتواصل المعلومات التي تكشف عن حيثيات ما جرى في الأيام الأخيرة التي سبقت سقوط نظام بشار الأسد، والانهيار السريع لجيش النظام السابق، على النحو الذي أثار استغراب حلفاء النظام ودول العام بأسره.
وقالت مصادر مقربة من حزب البعث إن خلافات كبيرة حدثت بين بشار الأسد وشقيقه ماهر، الذي يتمتع بنفوذ كبير في الأجهزة الأمنية والجيش، الأمر الذي أدى إلى تضارب التعليمات الصادرة إلى القيادات الميدانية لهذه الأجهزة.
وأكدت المصادر ذاتها، أن خلاف الشقيقين ساهم في تعدد المرجعيات خلال إدارة المعركة، وهو ما انعكس على سلوك القيادات التي سيطر عليها الارتباك، ما دفعها لترك مواقعها، وتبعها في ذلك الضباط الأقل رتبة، ثم بقية أفراد الجيش، الذين انسحبوا من المواجهة مع الفصائل المسلحة.
وأشارت المصادر، في معرض تأكيدها لحدوث الخلافات بين بشار الأسد وشقيقه ماهر، فرار الأول خارج سوريا دون أن يبلغ شقيقه بقراره، وهو ما دفع زوجة الأخير لنشر تعليق على حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي مفاده “باع العائلة والوطن”.
وكان الهجوم الأول، الذي نفذته الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام على محافظة حلب، قد أظهر مدى حالة الإرباك التي يعانيها الجيش، والتي بحسب المصادر زادت حدتها في معركة محافظة حمص بعد انسحاب جيش النظام السابق.
وفي ظل هكذا وضع، ومع وصول المعلومات عن انهيار الجبهات في حلب وحمص، فقد قررت القيادات العسكرية التي كان من المفترض أن تدافع عن العاصمة دمشق الفرار، إما عن طريق المطار أو عبر البر إلى دول مجاورة.
ومن المعروف أن الخلافات كانت قائمة بين الشقيقين منذ فترة طويلة بشأن إدارة الدولة، وعلاقاتها مع بعض الحلفاء.
وفيما كان بشار يؤيد منح نفوذ كبير لإيران في سوريا، فإنّ شقيقه ماهر كان يعارض هذا التوجه.
وزادت مساحة الخلاف بين الشقيقين بعد ذلك، على أسلوب إدارة المعركة مع الفصائل المسلحة عند محاولتها دخول محافظة حلب، حيث وصلت قيادة الجيش أوامر متضاربة من كليهما، ما خلق حالة من الإرباك، وعدم معرفة أي من الأوامر التي يجب تنفيذها.