هل تشهد آخر 6 أشهر من ولاية بايدن تصعيداً كبيراً في غزة؟

يرى مختصون في الشأن الأمريكي الإسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيكثف مساعيه لأخذ ضوء أخضر جديد من الإدارة الأمريكية قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن لتحقيق المزيد من الأهداف الميدانية في قطاع غزة.

وفي قراءة لأبعاد لقاء نتنياهو وبايدن في واشنطن، أشار خبراء إلى تصريح نتنياهو البارز عندما قال لبايدن: “أود أن أشكرك على 50 عامًا في الخدمة العامة، و50 عامًا من دعم دولة إسرائيل، وإنني أتطلع إلى إجراء محادثات معك، اليوم، والعمل معك خلال الأشهر المقبلة”.

استباق عودة ترامب
ويرى محللون أن نتنياهو يستبق العودة المحتملة لدونالد ترامب إلى البيت الأبيض والدخول في دوامة جديدة من المناكفات السياسية، ما يدفع خطة نتنياهو إلى المجهول، خاصة بعد تجاهله الحديث عن صفقة الرهائن في خطابه أمام الكونغرس الأمريكي، ما يطيل أمد الحرب.

ورغم مساعي ترامب لتصفية القضية الفلسطينية التي تجلت خلال ولايته الرئاسية السابقة، فإنه من المستعبد، وفق متابعين، أن يقبل بأي إجراء إسرائيلي يجر الولايات المتحدة لحروب وصراعات في المنطقة وعرقلة مساعي واشنطن لتشكيل تحالفات إقليمية لحماية مصالحها في الشرق الأوسط.

ويريد نتنياهو استغلال زيارته لواشنطن، في محاولة إعادة تأسيس قيادته في الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك مكانته السياسية في إسرائيل، وإعادة تأهيل صورته كأقوى سياسي إسرائيلي مؤثر في أمريكا.

ويسعى بايدن، الذي أعلن تخليه عن الترشح لولاية ثانية، لممارسة مزيد من الضغط على نتنياهو على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المدمرة المستمرة منذ أكثر من تسعة أشهر بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في قطاع غزة.

وكان البيت الأبيض أعلن أن بايدن سيؤكد لنتنياهو ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة “قريبًا”.

ولا يُعرف إن كان رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تطغى التقلبات على العلاقات بينه وبين الرئيس الأمريكي الديمقراطي، سيستجيب لهذه الدعوة، لا سيما قبل أشهر قليلة من انتهاء ولاية بايدن.

ويؤكد الرئيس الأمريكي دعمه الراسخ لإسرائيل منذ اندلاع النزاع مع شن حركة حماس هجومًا غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر، لكنه في المقابل يوجه انتقادات متزايدة للدولة العبرية مع تزايد حصيلة القتلى المدنيين في القطاع.

ولفت مراقبون إلى تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي، المرشحة المحتملة للرئاسة، كامالا هاريس حول الحرب في غزة التي توحي باحتمال أن يكون موقفها مختلفًا عن موقف بايدن حيال إسرائيل.

ولم تناقض السيناتورة السابقة البالغة من العمر 59 عامًا الرئيس حتى الآن حول هذا الموضوع، لكنها أبدت، مرارًا، موقفًا هو الأكثر شدة بين المسؤولين الأمريكيين في المطالبة بوقف إطلاق نار.

ويندد الديمقراطيون بإدارة نتنياهو للحرب في غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 39 ألف شخص، معظمهم مدنيون، ولا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس، وتسببت بكارثة إنسانية.

وتجمّع آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس احتجاجًا على خطاب نتنياهو وللمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، ورفعوا لافتات تحضّ الولايات المتحدة على “وقف المساعدات الأمريكية لإسرائيل” وتصف نتنياهو بأنه “مجرم حرب”.

“إرم نيوز”

شاهد أيضاً