هل تطيح الاحتجاجات والانقسامات الداخلية بحكومة نتنياهو

السياسي – في خضم التحولات السياسية الخارجية تجاه إسرائيل بسبب انتهاكات الحرب في غزة، واستمرار تجويع السكان، تعيش الجبهة الداخلية الإسرائيلية انقساما وتشرذما حادا.
وفي وقت يصر نتنياهو وحكومته واليمين المتطرف على استمرار الحرب دون الرضوخ لأي صفقة تبادل، يطرح البعض تساؤلات بشأن مستقبل نتنياهو السياسي، وما إن كانت هذه الخلافات قد تهدد ائتلافه الحكومي.
ووصف رئيس حزب “الديمقراطيين” المعارض، يائير غولان، سياسات حكومة نتنياهو بأنها تميل إلى “الفاشية والتهجير الجماعي وقتل المدنيين”، مشددا على أن “الدول العاقلة لا تمارس الحروب كهواية”.
ووصف رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، ما يجري في غزة بأنه “جريمة حرب بلا هدف ولا أمل”، منتقدًا عجز حكومة نتنياهو عن حماية أرواح المدنيين من جهة أو تحرير الاسرى من جهة أخرى، في مؤشر على حجم الأزمة السياسية التي تواجه نتنياهو.
وشهدت الساعات الأخيرة إدانات أوروبية غير مسبوقة، وبيانات مشتركة تطالب الجانب الإسرائيلي بوقف فوري للعمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، إذ لوحت نائبة رئيس الوزراء الإسباني بضرورة فرض عقوبات على إسرائيل، بهدف وقف “المجازر” التي تُرتكب “على مرأى العالم”، فيما دعا الرئيس الكندي، ومعه الرئيس الفرنسي والبريطاني، إلى إنهاء الحرب.
واعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الاسرائيلي السابق، أن الانقسامات في الداخل الإسرائيلي لا يمكنها أن تطيح بنتنياهو، لكن ما يحدث في الشارع تعتبر أوضاعا خطيرة وصعبة.
وأكد أن نتنياهو قام بتعيينات مقريبين، سواء رئيس الأركان أو رئيس المخابرات، ما يعزز من مكانته في الحكم، خاصة أن الائتلاف الحكومي الحالي هو ائتلاف ثابت.
ويرى أن إجبار نتنياهو على وقف الحرب لن يتم سوى من خلال الإدارة الأمريكية التي يمكنها الضغط لإيقاف هذه الحرب، وإنهاء الحرب على غزة، لإعادة الاسرى والأسرى الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الضغط الأمريكي أقوى من ضغط الشارع الإسرائيلي.
وتابع: الشارع الإسرائيلي يضغط ويتظاهر ويهدد ويندد، ولكن في نهاية الأمر ما يقرر هو الكم البرلماني في الكنيست الإسرائيلي.
وأكد أن هذا الأمر حاليا مرهون بالإدارة الأمريكية للضغط على حكومة نتنياهو لارغامها على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.
من جانبه اعتبر فادي أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن الانقسامات الداخلية في إسرائيل باتت تهدد حكم نتنياهو بشكل جدي.
وقال “على الرغم من مهارات نتنياهو في البقاء السياسي، فإن مجموعة الضغوط الحالية – داخلياً وخارجياً – تجعل من الصعب عليه مواصلة خطته القائمة على المماطلة والتصعيد والهروب إلى الأمام من خلال مواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة”.
وتابع: “إذا لم تحدث تسوية سريعة تُرضي الشارع الإسرائيلي، فإن فرص الإطاحة بنتنياهو، سواء عبر الشارع أو الكنيست أو التحالفات، أصبحت واردة أكثر من أي وقت مضى.
وفي وقت لاحقٍ، أعلن الوزير الإسرائيلي يسرائيل كاتس، توسيع نطاق العملية العسكرية في غزة، مشيراً إلى خطط للسيطرة على مساحات شاسعة من القطاع وضمّها إلى ما وصفها بـ “منطقة التأمين الدفاعية” جنوب قطاع غزة.
-سبوتنيك