هل تملك أوروبا أوراق ضغط لمواجهة ابتزاز ترامب

السياسي – اكد خبراء فرنسيون، أن التجارة العابرة للمحيط الأطلسي يجب أن تبنى على “الاحترام المتبادل” لا “الابتزاز السياسي”.

وبيّنوا أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوما جمركية جديدة بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي تهدد بإعادة توتر العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبروكسل.

وردًا على الرسوم الجديدة، التي تدخل حيز التنفيذ اعتبارًا من الأول من شهر يونيو/حزيران المُقبل، أكد الاتحاد الأوروبي استعداده للدفاع عن مصالحه، والعمل بنية حسنة نحو اتفاق تجاري متوازن.

ويخضع الأوروبيون من قبل، لرسوم جمركية بنسبة 25% على الصلب والسيارات، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 10% وصفها ترامب بـ”المتبادلة” رغم فرضها على دول العالم جميعها دون تمييز.

وقالت خبيرة العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي في مركز الدراسات الأوروبية، إن بروكسل، تعتبر أن تهديدات ترامب تُظهر عودة واضحة إلى نهج “أمريكا أولاً”.

وأضافت أن “ترامب يستخدم الرسوم الجمركية كورقة سياسية أكثر منها أداة اقتصادية، لكنه يواجه قيودًا عملية”.

وأشارت إلى أن الأوروبيين لن يفتحوا أسواقهم للحوم الأمريكية أو القمح المعدل وراثيًا بسهولة، بسبب المعايير الصحية الصارمة، موضحة أن التهديدات قد تؤدي إلى تجميد المفاوضات بدلاً من تسريعها.

من جهته، قال مستشار التجارة الخارجية الفرنسي ورئيس منظمة “أرباب العمل” الفرانكفونية جون لو بلانشييه، إن الاتحاد الأوروبي لا يزال يمتلك أوراق ضغط قوية، موضحًا أن “الاتحاد الأوروبي يمثل قوة اقتصادية هائلة، مع فائض تجاري ملحوظ مع الولايات المتحدة”.

وأضاف أن بروكسل لديها القدرة على الضغط بشكل فعال على شركات أمريكية تعتمد بشدة على السوق الأوروبية، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والزراعة والطيران.

وأشار لو بلانشييه إلى أنه إذا رد الاتحاد بالطريقة نفسها، فقد تكون العواقب الاقتصادية وخيمة على واشنطن.

وتشير تقارير “فايننشال تايمز ” البريطانية، إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يبدي استعدادًا لتحسين موقفه بشأن بعض الشروط الصحية المتعلقة بالواردات الزراعية، لكنه يربط ذلك بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل من الجانب الأمريكي.

كما يقترح الاتحاد تطبيق سياسة “صفر جمارك” على المنتجات الصناعية وبعض المنتجات الزراعية، شرط أن تقوم الولايات المتحدة بالمثل، لكن ذلك الاقتراح لا يرقى إلى طموحات واشنطن، بحسب مراقبين.

ويسعى ترامب إلى خفض العجز التجاري الأمريكي مع أوروبا بشكل جذري، عبر تصدير الغاز ولحوم الأبقار والدواجن والقمح، غير أن العقبة الأهم تبقى في المعايير الأوروبية التي تمنع دخول منتجات غذائية أمريكية لا تتوافق مع قواعد الصحة العامة في القارة.

ومن المقرر أن يلتقي المفوض الأوروبي للتجارة ونظيره الأمريكي خلال شهر حزيران/يونيو المُقبل في العاصمة الفرنسية باريس، في جولة مفاوضات جديدة قد تتأثر سلبًا بهذا التصعيد.

وكان المفوض الأوروبي لشؤون التجارة، ماروش شيفشوفيتش، شدد على أن بروكسل “تعمل بنية حسنة” من أجل التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

وقال: “نحن مستعدون للدفاع عن مصالحنا، ويجب أن تُبنى علاقاتنا التجارية على الاحترام، لا على التهديدات، بحسب إذاعة “إر.إف.إي” الفرنسية.

ويأتي هذا التصعيد من ترامب في إطار محاولاته للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل توقيع اتفاقات تجارية ثنائية، بدلاً من اتفاق شامل مع التكتل ككل.