هل تنجح الحركات الاحتجاجية في إسقاط نتانياهو؟

عادت الحركة الاحتجاجية الحاشدة والمناهضة للحكومة الإسرائيلية إلى الظهور من جديد، بعد شهور من توقف فعالياتها في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وكثفت هذه الحركة من ضغوطها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، للإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس في غزة.

وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن قدرة الحركة الاحتجاجية، التي اجتذبت قبل الحرب نصف مليون إسرائيلي إلى الشوارع أسبوعياً للاحتجاج على سياسات الحكومة، على حشد نفس المستوى من الدعم، سيكون بمثابة اختبار لقدرتها على إسقاط حكومة نتانياهو، والدعوة لإجراء انتخابات جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإسرائيليين أصبحوا محبطين بشكل متزايد من طريقة تعامل نتانياهو مع الحرب في غزة، وخلال الأيام الماضية شهدت إسرائيل خروج حشود كبير للمطالبة بعودة الرهائن من غزة، ووضعها أولوية مع الدعوات لإجراء انتخابات مبكرة.

وقالت رومي نعيم إنها انضمت إلى الاحتجاجات في القدس هذا الأسبوع للمطالبة بالإفراج عن الرهائن. كما شارك روبي تشين، والد الرهينة المقتول إيتاي تشين، في الاحتجاجات.

وركز المتظاهرون غضبهم مرة أخرى على حكومة نتانياهو، قائلين هذه المرة إنه لا يعطي الأولوية لعودة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، على الرغم من أنه أحد أهداف الحرب المعلنة لإسرائيل، إلى جانب تدمير حركة حماس.

ودعا عضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس، أحد المنافسين السياسيين الرئيسيين لنتانياهو، إلى إجراء انتخابات مبكرة في سبتمبر (أيلول)، مما يزيد من الضغوط الرامية إلى إسقاط الحكومة.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الدعوة لإجراء انتخابات جديدة تعكس ما بدأت شريحة متنامية من المجتمع الإسرائيلي تقوله علناً “إنه على الرغم من الحرب المستمرة، يحتاج نتانياهو إلى ترك منصبه ومع ذلك، لا يوجد تهديد وشيك بانهيار حكومة نتانياهو، حتى لو اختار غانتس أن يترك الحكومة”.

في المقابل رفض حزب الليكود اليميني بزعامة نتانياهو الدعوة لإجراء انتخابات في سبتمبر (أيلول)، وقال إن ذلك سيضر بقدرة إسرائيل على المضي قدماً في الحرب.

ونصب المتظاهرون مئات الخيام على الطريق المجاور لمبنى الكنيست، حيث يعتصم المتظاهرون منذ يوم الأحد الماضي، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “الحكومة الإسرائيلية خرجت عن المسار الصحيح”.

وقالت المتظاهرة رومي نعيم “إنها جاءت للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن”، وأضافت “هناك 134 شخصاً ظلوا في الأسر لمدة 6 أشهر ولا أحد في الحكومة يهتم بهم”. وأضافت “إنهم يهتمون أكثر بالبقاء في السلطة، مما يعكس وجهة نظر بعض المتظاهرين بأن نتانياهو، يريد بقاءه السياسي، ويتجنب صفقة يمكن أن توقف الحرب، للحفاظ على موقعه في السلطة.

ويقول بعض أعضاء ائتلاف نتانياهو إن الحكومة يجب أن تركز على طرد حماس من غزة، ومعارضة صفقة إطلاق سراح الرهائن، التي تشمل إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين المتهمين بقتل إسرائيليين.

فيما يقول معظم المحللين السياسيين إن نتانياهو سيضطر إلى الدعوة لإجراء انتخابات جديدة عندما تنتهي الحرب، وتشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيُهزم إذا أجريت الانتخابات اليوم.

ومن جانبه قال روبي تشين، وهو والد أمريكي إسرائيلي لإيتاي تشين: “أعتقد أن رئيس الوزراء بحاجة إلى الاستماع بعناية إلى المتظاهرين، وعليه أن ينظر إلى ذلك باعتباره دعوة للاستيقاظ”.

وبدأت الموجة الجديدة من المظاهرات في الأيام الأخيرة بعد أن قام العديد من أفراد عائلات الرهائن بتغيير تكتيكاتهم، وانضموا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة واصفين نتانياهو بأنه عائق أمام التوصل إلى اتفاق.

ووقعت بعض الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة مساء الثلاثاء بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء. وتم اعتقال خمسة أشخاص، بحسب الشرطة، بما في ذلك محاولتهم اختراق الحواجز المؤدية إلى المنزل، وتم اعتقال 10 أشخاص طوال أيام الاحتجاجات الثلاثة.

وقال قادة الحركة الاحتجاجية إنه سيكون من الصعب استعادة الأعداد التي كانت لديهم قبل 7 أكتوبر(تشرين الأول)، ولا يزال العديد من الإسرائيليين حذرين بشأن خلق انقسامات في المجتمع أثناء الحرب في غزة.

ومن المقرر إجراء الانتخابات المقبلة في إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2026. وستحتاج حكومة نتانياهو، المؤلفة من مشرعين يمينيين وقوميين متطرفين ومتدينين، إلى ما لا يقل عن 5 انشقاقات لإسقاطها، ويقول قادة الاحتجاج والسياسيون المعارضون إنهم يعملون على الضغط على أعضاء الائتلاف الحاكم للانقلاب على حكومة نتانياهو، ولكن لا توجد دلائل على أن سقوطها وشيك.

شاهد أيضاً