السياسي – رمى صخرة في بركة وحل، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان خرج بتصريحٍ كفيلٍ بإشعال زلزال داخل أروقة الدولة العبرية.
لم يكن مجرد تصريح انتخابي أو استعراض إعلامي، بل اتهام صريح ومباشر: “حكومة نتنياهو تسلّح ميليشيات تتعاطف مع تنظيم داعش داخل غزة”.
كلمات ليبرمان هبطت كالصاعقة على المؤسسة العسكرية. مسؤولون كبار في الجيش لم يخفوا صدمتهم، ووصفوا ما قيل بأنه “تسريب خطير يمسّ الأمن القومي ويهدد حياة الجنود والاسرى”.
أحدهم قال بمرارة: “لم نعتقد أن المنافسة السياسية ستصل حد اللعب بالنار”. في الوقت الذي يموت فيه الجنود على الأرض، تُرمى الاتهامات في الهواء، دون حساب للعواقب.
لكن هل كانت تلك الكلمات مجرد فخ انتخابي؟ أم أن وراء التصريحات ما وراءها؟
في قطاع غزة، وسط الحطام والخراب، ظهر اسم جديد فجأة: ميليشيا “أبو شباب”. مجموعة مسلحة، يقودها رجل غامض يُدعى ياسر أبو شباب، تدّعي أنها تعمل تحت مظلة السلطة الفلسطينية، وتنتشر في مناطق وجود الجيش الإسرائيلي. ينصبون الخيام، يوزعون المساعدات، ويدعون النازحين للعودة إلى بيوتهم.. مشهد عبثي في زمن الحرب، زاد من غموض المشهد وتضارب الروايات.
السلطة الفلسطينية لم تعلّق، حركة فتح التزمت الصمت، أما حماس فاتهمتهم بالعمالة لإسرائيل، في حين لمّحت تقارير عبرية إلى أن قائد الميليشيا نفسه كان تاجر مخدرات سابقا. فهل نحن أمام فصيل مقاوم؟ أم أداة حرب بالوكالة؟ أم ورقة محروقة في لعبة استخباراتية؟
ليبرمان، الذي يواصل صعوده في استطلاعات الرأي، يعرف تمامًا ماذا يقول… لكنه أيضًا يعرف متى يقول. توقيت التصريحات لم يكن عشوائيًا، بل مدروسًا بعناية. أراد أن يصدم، أن يُربك. لكن ما كشفه، سواء صدق أو بالغ، قد يكشف عن واقع أكثر خطورة: أن في قلب الصراع، هناك من يخطط لهدم حماس، بأي وسيلة كانت، حتى وإن كانت الرايات السود!
وما المانع من ذلك؟ هكذا رد نتنياهو، فاستخدام عائلات فلسطينية مناهضة لحماس يحمي جنود إسرائيل ويخدم مصلحتها، على حد قوله.