هل ضحى زيلينسكي بأقرب مساعديه لـ إنقاذ صورته

السياسي – بعد أن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استقالة مدير مكتبه أندريه يرماك، أثيرت تساؤلات حول قضايا الفساد المتعلقة به وكواليس وخفايا الاستقالة.

وكانت الشرطة الأوكرانية في كييف داهمت منزل أندريه يِرماك، في خطوة اعتبرها المراقبون علامة على أزمة ثقة سياسية غير مسبوقة، سبقت إعلان إقالته أو استقالته.

وبحسب “الغارديان”، أتى هذا التطور بعد الكشف عن فضيحة اختلاس تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار في قطاع الطاقة؛ ما فتح الباب أمام اتهامات واسعة لشبكة فساد داخل أضيق حلقات السلطة الأوكرانية.

ويُعتبر يِرماك من أكثر الشخصيات نفوذاً في نظام زيلينسكي السياسي؛ فهو المستشار الأقرب للرئيس، ومنفذ السياسات الداخلية، وحارس بوابة الوصول إلى الرئيس، والموصل الرئيسي للعلاقات مع السياسيين الأجانب، كما شغل دور المفاوض الأول في محادثات السلام.

ووصف مطّلعون على مكتب الرئاسة، علاقة يِرماك بزيلينسكي بأنها علاقة تكافلية، حيث يصعب تصور عمل الرئيس من دونه، ومن يعرف يِرماك عن قرب يصفه بأنه مجتهد بلا هوادة، وذو قدرة عالية على المناورة السياسية؛ إذ إنه عمل على تحجيم مراكز النفوذ المنافسة في البلاد وتوسيع سلطته تدريجياً، ما أكسبه احترام البعض وغيظ الآخرين. ورغم الإشادة بقدراته المهنية، فإن كثيرًا من اللاعبين السياسيين المحليين لا يرحبون بنفوذه.

وكانت مصادر مطّلعة كشفت أن الإبقاء على يِرماك في هذا الظرف قد يضر بمصداقية الرئيس داخلياً وخارجياً، لكنه في الوقت نفسه من الصعب تصور أن يتمكن زيلينسكي من اتخاذ خطوة الاستغناء عنه؛ نظراً لقوة العلاقة بينهما.

وصرح مسؤول سابق قبل عدة أشهر: “نظرياً يمكن لزيلينسكي أن يعمل من دونه، لكن عملياً لا يمكنني تصور ذلك أبداً”.