هل نحن في غزة انهزمنا؟

علاء مطر

هل نحن في غزة انهزمنا؟
نعم، وهزيمة كبيرة وقاسية.
عندما يُقتل أكثر من 60,000 شهيد، نصفهم من النساء والأطفال، نحن منهزمون.
عندما يُصاب أكثر من 150,000 جريح، معظمهم بلا أطراف، بلا علاج، بلا دواء، نحن منهزمون.
عندما يُهدَّم أكثر من 70٪؜ من مباني غزة، نحن منهزمون.
عندما تُجبر أكثر من مليون ونصف المليون إنسان على النزوح، نحن منهزمون.
عندما تجوع النساء، وتصرخ الأمهات، نحن منهزمون.
عندما يموت الأطفال خوفا، وجوعا، وبردا، وقصفا، نحن منهزمون.
عندما يبكي الرجال قهرا، نحن منهزمون.
عندما تُستهدف المستشفيات والمدارس والمخابز والمخيمات، نحن منهزمون.
عندما يُقتل قادة الصف الأول والثاني والثالث من المقاومة، نحن منهزمون.
عندما يُعتقل الآلاف من الشباب والنساء، نحن منهزمون.
نعم، نحن انهزمنا.
انهزمنا أمام جحيم لا يرحم، أمام صمت العالم، أمام خيانة الجميع.
ومن سيتهمني أنني منبطح أو منهزم،
نعم، أنا منهزم.
لأنني خسرت كل شيء.
فقدتي طفلتي الوحيدة وهي تبكي من الجوع، ولم أستطع فعل شيء لها.
والدتها حتى هذه اللحظة تحت الأنقاض، ولا نستطيع دفنها.
فقدت أخي الأصغر ولم أتمكن من توديعه.
بيتي دُمر، وذكرياتي معه.
أهلي نزحوا عشرات المرات، بلا مأوى، ولا طعام.
نعم، أنا أُعلن هزيمتي.
وأي حد حيزاود ينصرف من خلقتي.