السياسي – كشف قيادي جمهوري من التيار الوسطي المحافظ أن جميع المؤشرات تشير إلى أن البيت الأبيض قد يكون بصدد إخفاء أمر ما يتعلق بالحالة الصحية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وأوضح القيادي الذي فضل حجب اسمه أن هناك استخداماً مفرطاً للمكياج على ملامح ترامب، إلى جانب توجيه مفرط للمعلومات المقدمة للرأي العام حول حقيقة حالته الصحية.
وأضاف أن “علامات مثيرة للقلق ظهرت على جسد الرئيس، بما في ذلك كدمات على يده اليسرى ووضوح غير معتاد في قدميه”.
ورغم هذه المؤشرات، يؤكد القيادي الجمهوري أن ترامب يواصل في كل مناسبة التأكيد على أنه بصحة جيدة، فيما يسير مسؤولو البيت الأبيض في الاتجاه نفسه.
-سيناريو بايدن
يشير تعليق القيادي الجمهوري إلى وجود أزمة في تصديق الرواية الرسمية حول الحالة الصحية للرئيس ترامب لدى الرأي العام الأمريكي.
ويذكر أن أرقام ثقة الأمريكيين بتصريحات ترامب خلال ولايته الأولى كانت متدنية، خصوصاً فيما يتعلق بإدارته لأزمة كورونا، وهو عامل ساهم في خسارته الانتخابات الرئاسية أمام بايدن.
ويضيف القيادي أن حالة الشك تتسع في الوقت الحالي حتى لدى القواعد التقليدية المؤيدة لترامب، بما في ذلك حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى”.
وأشار إلى أن البيت الأبيض قد يحاول إدارة الملف الصحي للرئيس بطريقة تضمن توزيع مواعيد ظهوره بما يتناسب مع حالته، إلا أن هذا سيكون في غاية التعقيد، بعد أن أصبح السؤال عن صحة الرئيس جزءا من المادة الإعلامية اليومية لمراسلي البيت الأبيض.
ويقول الجمهوري إنه ليس سرا أن الرئيس بايدن خسر ثقة الديمقراطيين وعامة الأمريكيين في منتصف ولايته الثانية، عندما فشل مقربوه في إدارة حالته الصحية خلال المناظرة الرئاسية الشهيرة ضد ترامب، وانتهى بهم الأمر إلى سحب بايدن وترشيح كامالا هاريس لانتخابات نوفمبر.
ويضيف أن هذا كان ثمناً دفعه الديمقراطيون غاليا؛ إذ حاولوا إخفاء الحالة الصحية المتراجعة لبايدن لضمان ترشيحه؛ ما أدى في النهاية إلى الخسارة على الجبهات كافة.
ويشير القيادي إلى أن الاعتقاد السائد بين قيادات الحزب الجمهوري خارج قاعدة “الماغا” يرى أن البيت الأبيض مطالب بإظهار الشفافية الكاملة في التعامل مع ملف صحة الرئيس، خاصة فيما يتعلق بالنشاط العلني له؛ لأن الغيابات الكاملة عن المشهد تثير المزيد من الشائعات وتقدم مادة خصبة للمشككين، كما تنعكس سلباً على صورة الولايات المتحدة في الخارج، التي يسعى ترامب لإعادة تصحيحها كما يقول دائماً عن نفسه.
وبعد أسبوع كامل من غيابه عن الأضواء وشاشات البيت الأبيض، ظهر الرئيس دونالد ترامب للمرة الأولى في حديث مفتوح، كما اعتاد دائما، قبل أزمة اختفائه عن الأنظار.
لكن هذه المرة واجه نوعا مختلفا من الأسئلة، وهو ما لم يعتده سابقا، خصوصا أنه كان معتادا على توجيه الاتهامات إلى خصومه السياسيين بخصوص عدم اللياقة الصحية أو الجسدية أو حتى العقلية لتولي مهام الرئاسة في المكتب البيضاوي.
ولم يقدم الرئيس ترامب إجابات واضحة ومحددة، مكتفيا بالإنكار الكامل بشأن الأنباء التي تحدثت عن احتمال وفاته بسبب غيابه الطويل عن الأضواء وخلو جدول البيت الأبيض الأسبوع الماضي من أي نشاطات علنية له.
وقال ترامب: “يبدو أن هذا الأمر جدي، لكني لم أسمع به إطلاقاً. هذه قصة أخرى ملفقة يختلقها الصحفيون كما حدث في مرات سابقة. كات لدي عدة نشاطات ناجحة الأسبوع الماضي، وبعدها غبت لبعض الوقت ولم أتحدث إلى الصحفيين فاخترعوا هذه القصة”.
وعاد ترامب إلى سلاحه القديم الجديد، حين قارن نفسه بالرئيس جو بايدن، قائلا إن سلفه كان يغيب لفترات أطول ولم يكن هناك من يطرح هذا النوع من الأسئلة أو يطلق مثل هذه الفرضيات.
بحسب مقربين من البيت الأبيض، سيستمر الرئيس ترامب في التعامل مع هذا النوع من التطورات التي لا تخدم الصورة التي يسعى لتسويقها عن نفسه.
ويذكر أن ترامب جاء إلى البيت الأبيض الشتاء الماضي حاملا شعار أن أمريكا كانت ضعيفة القيادة، أو حتى بلا قيادة، في إشارة صريحة إلى بايدن، مؤكدا حينها أن الرئيس السابق لم يكن قادرا على إدارة شؤون البيت الأبيض وأن محيطه الضيق هو من كان يدير شؤون البلاد، بينما هو القائد القادر على إعادة الطاقة وتحسين صورة أمريكا في عهده.
وكرر ترامب في مناسبات متعددة أنه أجرى اختبارا طبيا شاملا وكانت نتائجه جيدة في مطلع ولايته، ويعود الآن إلى هذه الاستراتيجية، مؤكداً أنه يتمتع بصحة جيدة لم يسبق له أن تمتع بها طوال فترات حياته السابقة.
هذه هي الصورة التي يسعى ترامب إلى تسويقها للأمريكيين، مع التركيز دائما على مقارنة نفسه بالخصم السابق جو بايدن.
ويشير أحد مراسلي البيت الأبيض إلى أنه وفق تقاليد البيت الأبيض، فإن أي ملف يتعلق بالحالة الصحية للرئيس عادة ما يصبح قصة ترافقه طوال فترة وجوده في المكتب البيضاوي.