هل يمكن دمج عناصر حزب الله في الجيش اللبناني

السياسي – الرئيس اللبناني، جوزيف عون، طرح مؤخراً فكرة دمج عناصر ميليشيا حزب الله في الجيش، ليس كقوة مقاومة مستقلة على غرار قوات الحشد الشعبي في العراق، بل كجزء من جهاز الدفاع الرسمي للدولة.

ووفق صحيفة “ميديا لاين” الأمريكية، تُعد هذه المبادرة عنصراً أساسياً في جهود عون الأوسع لحل معضلة سلاح حزب الله المستمرة، والتي لا تزال تعيق جهود الإعمار وتؤخر تدفق المساعدات الدولية.

وتشير التقارير إلى أن الجيش اللبناني بدأ بالفعل في جمع الأسلحة من بعض مواقع حزب الله بهدوء وبعيداً عن الإعلام، تفادياً للإحراج السياسي.

ومع ذلك، فإن مسألة دمج عناصر حزب الله في القوات المسلحة تُشكل تحدياً كبيراً ومعقداً، محلياً ودولياً، وهو تحد ربما لم يتوقعه الفريق الاستشاري للرئيس تماماً، ويجب معالجته على وجه السرعة.

ويتمتع الجيش اللبناني بسجل ناجح نسبياً في استيعاب أعضاء الميليشيات السابقين بعد الحرب الأهلية وتطبيق اتفاق الطائف في أوائل التسعينيات. وفي ذلك الوقت، استُثني سلاح حزب الله بموجب ترتيبات إقليمية توسط فيها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، بذريعة ضرورته لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان.

وكانت الميليشيات التي دُمجت في الجيش آنذاك علمانية بطبيعتها، ذات توجهات قومية من اليمين واليسار. خضع مقاتلوها لتدريبات ركزت على الانضباط والالتزام بالتسلسل العسكري والتوافق مع عقيدة الجيش اللبناني.

إلا أن حزب الله يختلف جوهرياً، فهو حزب أيديولوجي متجذر في الإسلام السياسي الشيعي المسلح، أسسه الحرس الثوري الإيراني كجزء من مشروع إقليمي أوسع امتد إلى ما وراء حدود لبنان على مدى العقود الأربعة الماضية.

ونشأ العديد من شباب حزب الله منذ الصغر في مؤسسات حزبية، غُرِس فيهم الولاء للمرشد الأعلى لإيران، وقد لعبت هذه الكوادر دوراً محورياً في تسليح الحركات الشيعية في جميع أنحاء العالم العربي، وخاصة منذ عام 2004.

وأقرّ قادة حزب الله صراحة بولائهم للمرشد الأعلى الإيراني وارتباطهم العضوي بالحرس الثوري الإيراني. ويرفض الإسلام السياسي المتشدد، سواء سنّياً كان أم شيعياً، الحدود الوطنية، مفضلًا الوحدة الدينية العابرة للحدود الوطنية، بأهداف نهائية كإعادة تأسيس الخلافة أو توسيع الأمة الإسلامية وفقًا لتفسير كل طائفة.

وعالمياً، لا توجد سابقة لإعادة تأهيل ودمج أعضاء الجماعات الإسلامية المسلحة ذات التوجهات الأيديولوجية في جيش وطني، وخاصةً في بلد مثل لبنان، الذي عانى عقوداً من الصراع الطائفي، وفق “ميديا لاين”.